تُوفي الفنان اللبناني سامي كلارك (1948-2022)، فجر اليوم في بيروت، بعد مضاعفات على مستوى القلب، طاوياً صفحة كاملة من تاريخ أغنية البوب اللبنانية.
ولأكثر من 30 عاماً، بقي سامي كلارك نجماً على الساحة الغنائية اللبنانية. مسيرة طويلة بدأها عام 1970 إثر مشاركته في مهرجان غنائي في اليونان، مؤدياً أغنية فرنسية. ثمّ تنقّل من مهرجان أوروبي إلى آخر، حاصداً الجوائز، ومرسخاً وجوده كفنان بارز على الساحة المحلية والدولية، مؤدياً بشكل أساسي الأغاني الغربية.
ومن ثمّ دخل عالم الغناء العربي، مستعيناً باللهجة اللبنانية، وبألحان من إلياس الرحباني، وغيره من أشهر الموسيقيين في تلك الفترة، ليصبح نجماً إلى جانب نجوم تلك الحقبة المتوترة التي عرفها لبنان، إذ كانت نجوميته الأبرز خلال سنوات الحرب الأهلية ومطلع التسعينيات، مع مجموعة من الأغاني مثل "قومي نرقص يا صبية"، و"موري موري"، وقلتيلي ووعدتين"، و"أرضي أرض البطولة"... وغيرها من الأغاني التي رافقت اللبنانيين خلال سنوات الحرب، وما بعدها.
وُلد سامي كلارك باسم سامي حبيقة عام 1948، في بلدة ضهور الشوير (المتن الشمالي، شمال بيروت)، لوالدة تحب الموسيقى وتعزف البيانو، وأب عسكري صارم. ونظراً إلى معارضة والده لاحتراف الموسيقى، بدأ دراسة الحقوق في جامعة القديس يوسف في بيروت، لكن بعد عامين هجر اختصاصه، متفرغاً للعمل الموسيقي.
من هنا، بدأت مسيرته التي تنقّل فيها من أداء الأغاني الأجنبية إلى العربية، إلى جانب شهرته الواسعة في أداء شارات مسلسلات التحريك المدبلجة للعربية، خصوصاً سلسلة "غرندايز" مع أغنية "علي علي بطل فليد".
عام 2000، ومع انتشار الفضائيات العربية، واحتكار شركات الإنتاج مثل "روتانا" و"عالم الفن" وغيرهما للفنانين، اختفى حضور كلارك تدريجياً عن الساحة، لتصبح إطلالته مقتصرة على البرامج التلفزيونية التي أطل فيها بشكل مستمر لتقديم أغانيه القديمة.