غيب الموت الصحافي اليمني محمد مخشف، مراسل وكالة رويترز للأنباء وأحد رواد الصحافة المحلية. وتوفي مخشف، الذي غطى أخبار اليمن لوكالة رويترز على مدار عشرات السنين، يوم الأحد عن 74 عاما.
اشتهر مخشف، الذي شارك في تأسيس وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، ونقابة الصحافيين اليمنية في السبعينيات، بتغطيته للتقلبات التي شهدها اليمن من استقلال جنوب اليمن عن بريطانيا إلى الحرب الانفصالية وحرب توحيد شطري البلاد واضطرابات الألفية الثالثة حتى تفشي فيروس كورونا.
غطى مخشف اليمن الجنوبي من عدن لرويترز على مدار ما يقرب من 50 عاما وحظي بالاحترام على نطاق واسع لما كان يتمتع به من دأب وقدرة على العطاء والتزام بالمعايير المهنية.
وقالت رئيسة تحرير منطقة الشرق الأوسط في وكالة رويترز سامية نخول "لا توجد كلمات تفي محمد، ذاكرة اليمن الحية، حقه. كان أحد أعمدة الصحافة وحظي باحترام كبير وبإعجاب المسؤولين من مختلف الاتجاهات والزملاء على السواء".
ونعى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الصحافي الراحل في برقية تعزية إلى أسرته قال فيها إن اليمن والوسط الصحافي خسرا "برحيله أحد الرجال الوطنيين والهامات والأعمدة البارزة في مجال الصحافة والإعلام".
وقال رئيس الوزراء معين عبد الملك، في برقية تعزية للأسرة، إن "اليمن خسر بغيابه علماً من أعلامه ورمزاً وطنياً أصيلاً في نضاله المهني والوطني"، مشيدا بإرثه "من سجل مهني حافل، ومدرسة تستنير بها أجيال في مسيرته المشهودة، ودوره الكبير في الدفاع عن حرية الرأي والتعبير".
وقال وزير الإعلام معمر الإرياني في تغريدة على تويتر: "ننعى ببالغ الأسى والألم الصحافي الكبير الأستاذ محمد عبد الله مخشف، أحد المؤسسين والرواد الأوائل بمجال الصحافة، والذي خسر الوطن والوسط الصحافي والإعلامي بوفاته أحد هاماته وعمالقة الفكر والتنوير، بعدما قضى جُل حياته في العمل بكل صمت وإخلاص وإيثار رغم المعاناة والمتاعب".
وخلال مسيرته المهنية غطى مخشف هجمات تنظيم القاعدة في عدن والانتفاضة المطالبة بالديمقراطية في 2011 ورحيل الرئيس السابق علي عبد الله صالح والحرب التي تفجرت بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في أواخر 2014.
لم يهتز مخشف عندما سيطرت الحركة الانفصالية الرئيسية في الجنوب على عدن، المقر المؤقت للحكومة اليمنية، في 2019، وتفجرت اشتباكات بين الجانبين قرب بيته.
وترك مخشف برحيله زوجة وأربعة أبناء.
(رويترز)