في السنوات الأخيرة، وتحديداً مع وصول الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وجد المؤمنون بنظريات المؤامرة مساحات واسعة للترويج لأفكارهم. ويبدو أن هذه المساحة ساهمت في توسّع أماكن وجودهم، وهو ما أسفر عن وصول النائبة المحافظة والمؤمنة بعشرات نظريات المؤامرة مارجوري تايلور غرين إلى الكونغرس.
مجلة "سايكولوجي توداي" النفسية حاولت الغوص أكثر في طريقة تفكير هؤلاء الأشخاص، ونشرت مقالة للطبيب النفسي في مركز "سانيبروك" للعلوم الصحية في تورنتو الكندية، رالف لويس، يفصّل فيها الأسباب النفسية والاجتماعية التي تساهم في ترسيخ نظريات المؤامرة في عقول البعض. ويوضح أن أحد الأسباب قد يكون التوتر وحاجة الإنسان إلى الشعور بالسيطرة على حياته، والحاجة إلى اليقين وفهم عالم شديد التعقيد، والرغبة في أن يملك معرفة فريدة والمبالغة في تقدير الذات.
ويشير لويس في تحليله إلى أن هؤلاء الأشخاص يتعزز لديهم الشعور بالانتماء إلى مجموعة موحدة، وامتلاك هدف موحّد (نرى ذلك مثلاً في جماعة Q anon). هكذا تتشارك هذه المجموعة عدداً من الأفكار النابعة في أغلب الأحيان من التشكيك بالنظام القائم، وغياب الثقة به. كذلك يضاف عامل آخر هو تدني المستوى العلمي، وغياب الفكر التحليلي النقدي عند هؤلاء، مقابل الاعتماد على التفكير الحدسي (المشاعر الغريزية).
ويستعيد لويس في مقاله الدراسات التي ربطت بين عقلية المؤامرة والإيمان بالخوارق والظواهر الخارقة. إذ يرى هؤلاء أن هناك قوى غير مرئية تقود العالم.
وتزداد نظريات المؤامرة انتشاراً في فترات القلق المجتمعي المنتشر أو عدم اليقين أو المشقة. ويمكن للتلاعب السياسي المتعمد من قبل بعض القادة الذين يخدمون مصالحهم الأنانية، خصوصاً في الفترات غير المستقرة، التأثير على حشود كبيرة من السكان من خلال نشر معلومات مضللة ودعاية متعمدة.