الكابتن كيرك الأكبر سناً بين من سافروا للفضاء خلال رحلة "بلو أوريجن"

14 أكتوبر 2021
فريق "بلو أوريجن" (Getty)
+ الخط -

نجح صاروخ تابع لشركة "بلو أوريجن" الأربعاء في نقل أربعة ركاب إلى الفضاء في رحلة استمرت دقائق معدودة، من بينهم الممثل وليام شاتنر الذي يعني الكثير لأجيال من محبي مسلسل "ستار تريك" الشهير عن الفضاء، إذ جسّد فيه شخصية الكابتن كيرك، ليصبح اليوم وقد بلغ التسعين، الأكبر سناً بين الأشخاص الذين سافروا إلى الفضاء.

وقال الممثل الكندي، بعد هبوطه وهو يروي وقائع الرحلة لرئيس بلو أوريجن الملياردير جيف بيزوس، إنها كانت "التجربة الأغنى" التي يمكن تخيلها. وأضاف متوجهاً إلى بيزوس الذي كان في استقبال الركاب لدى عودتهم إلى الأرض "لقد تأثرت كثيرا (...) إنه أمر غير عادي".

وكما الأشخاص الستمئة الذين سبقوه على مدى أكثر من 50 عاماً إلى الفضاء، ذهل شاتنر لدى رؤيته كوكب الأرض من المساحة الكونية. وقال "سيكون من المهم جداً أن يعيش الجميع هذه التجربة بطريقة أو بأخرى".

وكانت هذه ثاني رحلة مأهولة لمركبة بلو أوريجن من صنع شركة الملياردير الأميركي جيف بيزوس التي تسعى إلى أن تكون طرفاً أساسياً في قطاع سياحة الفضاء.

وكان في المركبة أيضاً رجلا أعمال دفعا للمشاركة فضلاً عن مسؤولة في "بلو أوريجن".

وتولى جيف بيزوس بنفسه اغلاق باب المركبة قبل إقلاعها، وكذلك فتحها عند عودتها إلى الأرض وهبوطها. وكان بيزوس، وهو مؤسس شركة "أمازون"، شارك في أول رحلة مأهولة لهذه المركبة في يوليو/تموز الماضي.

وأقلع الصاروخ، الأربعاء، عمودياً وانفصلت عنه المركبة بعد ذلك وارتفعت تدريجا لتتجاوز خط كرمان على ارتفاع مئة كيلومتر، والذي يشكل حدود الفضاء مع الأرض بحسب التعريف الدولي. وباشرت بعد ذلك سقوطها الحر باتجاه الأرض الذي أبطأته لاحقا ثلاث مظلات ضخمة.

واستمرت الرحلة حوالى عشر دقائق فقط.

وتأخر الإقلاع عشرات الدقائق بهدف إجراء بعض عمليات التدقيق الأخيرة.

وشارك في الرحلة أيضاً مهندس "ناسا" السابق والمؤسس المشارك لمختبرات "بلانت لابز" كريس بوشويزن الذي تتولى شركته الأميركية يومياً تصوير كوكب الأرض بدرجة عالية من الدقة بواسطة أقمار اصطناعية.

كذلك ضمت غلين دو فريس، وهو المؤسس المشارك لـ"ميديا داتا سوليوشنز" التي تنتج برامح معلوماتية لمتابعة الأبحاث السريرية في مجال صناعة الأدوية.

ودفع كل من بوشويزن ودو فريس ثمن تذكرتيهما للمشاركة في الرحلة، ولكن لم يُكشف عن المبلغ.

وكانت بين الركاب أيضاً نائبة رئيس "بلو أوريجن" المسؤولة عن عمليات الرحلات والصيانة أودري باورز.

وبعد أقل من ثلاثة أشهر من رحلة جيف بيزوس إلى الفضاء، تظهر هذه الرحلة الجديدة تصميم شركته على إثبات نفسها في مواجهة الشركات المنافسة.

وتخوض "بلو أوريجن" منافسة محتدمة مع "فيرجن غالاكتيك" التي تقدم تجربة مماثلة لبضع دقائق. وفي يوليو/تموز الفائت، خرج الملياردير البريطاني ريتشارد برانسون إلى الفضاء في صاروخ أنتجته هذه الشركة.

أما "سبايس أكس" فقد أرسلت من جهتها أربعة سياح في رحلة في مدار الأرض مدّتها ثلاثة أيام في سبتمبر/أيلول، وهي أكثر طموحاً وأغلى ثمناً من رحلات الشركتين الأخريين.

وقال وليام شاتنر، في مقطع فيديو نشرته "بلو أوريجن" عشية الإقلاع: "لسنا إلا في البداية، لكن يا لها من بداية خارقة، وكم هو استثنائي أن تكون جزءاً منها".

وبدأ بث مسلسل "ستار تريك" في العام 1966 لثلاثة مواسم فقط وكان يروي مغامرات مركبة "يو أس أس إنتربرايز" التي انطلقت في مهمة استكشاف في الفضاء.

وأصبح المسلسل مرجعيا لهواة الخيال العلمي ومن بينهم جيف بيزوس. وكانت للملياردير إطلالة في عدد من الأفلام المشتقة من السلسلة، من بينها "ستار تريك بيوند" (2016) على هيئة مخلوق فضائي.

وقال كاتب السيناريو الأميركي مارك كوشمان، لوكالة "فرانس برس"، إنّ "الكابتن كيرك الذي يؤدي دوره شاتنر، يمثل الفضاء أكثر من أي شخص آخر منذ أجيال".

وتابع "كان الممثل وشخصيته في الفيلم رمزا للاهتمام المتزايد للأمة - والعالم - باستكشاف الفضاء".

وتولت الوكالات الحكومية لمدة طويلة غزو الفضاء، لكن شركات خاصة باتت اليوم تتولاها أكثر فأكثر. أما وليام شاتنر، فيتولى، هذه المرة أيضاً، تسويق هذا الأمر، تماماً كما ساهم "ستار تريك" الذي عُرض في بدايات غزو الفضاء ولم يكن الأميركيون قد مشوا على سطح القمر بعد، في إثارة اهتمام الشعب الأميركي والعالم ببرنامج وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) حينها.

(فرانس برس)

المساهمون