رباعي سامي مقدّم... كلّ أنواع الجنون من أجل غزة

18 ديسمبر 2023
في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة (محمد عبد/ فرانس برس)
+ الخط -

سيكون روّاد مسرح مترو المدينة في بيروت، مساء اليوم، على موعد مع الموسيقى؛ مع رباعي الموسيقي اللبناني سامي مقدّم. يعود ريع هذه الأمسية لدعم قطاع غزة في نضاله ضد الآلة الوحشية الصهيونية، في دعوة للحضور لرفع المعنويات لأنها "وسيلتنا في القتال وإظهار تضامننا"، كما جاء في إعلان الفعالية.
سامي مقدّم هو مؤلف موسيقي وفنان متعدد المجالات، لطالما خصّص فنّه لتناول القضية الفلسطينية، من دون حصر ذلك بالموسيقى فقط. فقد قدّم الفنان نفسه منذ ما يقارب عقداً من الزّمن، من خلال انتحاله شخصية كاريكاتورية تحت اسم "عزيزي بن حبيبي"؛ وهو رجل بلحية بيضاء، يتكلّم الإنكليزية بلكنة عربية، معرّفاً المشاهدين إلى القضية الفلسطينية بأسلوب هزلي بسيط هادف، عبر الموسيقى والكلمة والرسوم المتحرّكة.

وبالأسلوب ذاته، تتنقّل الشخصية تلك بين عناوين كالثورات العربية، والعنصرية ضد العرب، ومناهضة التمييز على أساس العرق والدين، وغيرها، داعياً في نهاية كل عمل إلى التلاقي والمحبة. كما يظهر "عزيزي بن حبيبي" بدور صحافي في فيديو بعنوان "خال من القانون"؛ إذ يقابل المفكّر نعوم تشومسكي في حديث حول أكذوبة القانون الدولي ومعاييره المزدوجة، وسطوة الولايات المتحدة على الأمم المتحدة. كذلك، هناك مقابلة مع الفنان زياد الرحباني، يتحدّث فيه الأخير عن النظام الرأسمالي. في سياق مشابه، سبق أن أقام مقدّم، العام الفائت، على مسرح مترو المدينة، عرض "ستاند أب" اجتماعي-سياسي بعنوان "تطوّر العقل اللبناني منذ أيام الديناصورات"، موجهاً إياه "للبنانيين المستحيين من حالهم عالوضع الحالي"، بحسب كلماته.
كما سبق أن نشر سيرة ذاتية بجزأين؛ الأول "ابتسامة في عين"، ويدور حول طفولته في لبنان، والثاني "ودمعة في الأخرى" حول مرحلة شبابه وهجرته إلى أيرلندا حيث تخصص بعلم النفس العلاجي. وله في هذا المجال محاضرة في سلسلة "تيد إكس"، حول "التعايش مع الاكتئاب والميول الانتحارية"، حصدت ما يقارب الأربعين مليون مشاهدة، وقد انتهى لتوّه من إخراج وثائقي حول الاكتئاب بعنوان "يدعونني السيد سعيد".
وفي إطار مواجهة الاكتئاب الحاصل بسبب هول ما يشهده العالم من حصار ومجازر في قطاع غزة بحق المدنيين الأبرياء، يعود الموسيقي إلى مسرح مترو المدينة، مقدّماً عبر أوتار الغيتار تحية إلى الشعب الفلسطيني، من خلال مؤلفاته الموسيقية. لمقدّم أربعة ألبومات موسيقية من تأليفه، هي "قمة الموجة"، و"مقاومة: غذاء الروح"، و"حقائق الحياة للفلسطيني"، و"ألبوم موسيقي في ليلة واحدة". أما عناوين المقطوعات التي سيقدّمها في الأمسية المقررة؛ فتحاكي الواقع الفلسطيني اليوم وواقع غزة وهي "اللعب كالأطفال"، و"كل أنواع الجنون"، و"الرحمة"، و"المحبة التي تجمعنا" و"اترك الباب مفتوحاً للأمل"، وهي جميعها أعمال قيد التطوير. "كل منّا يشعر بالأسى بمفرده بسبب ما يحدث في فلسطين،" يقول مقدّم، "لذلك أعتبر هذه الأمسية بمثابة لقاء نجتمع فيه لنكسر العزلة ونتماثل للتشافي الجماعي من خلال تشارك الموسيقى كمن يتشارك وجبة مغذّية".

يشير مقدّم إلى أن المحفّز وراء أمسيته هذه كان صديقه وزميله نضال أبو سمرة الذي يشاركه المسرح على الساكسوفون والكيبورد، إلى جانب كل من فؤاد عفرة على الدرامز وآلان عون على الغيتار باص.
حول الأمسية، يقول أبو سمرة: "أمام ما يحدث في غزة اليوم، نحن كموسيقيين لا نملك الخطابات، ولكننا نعبّر من خلال موسيقانا لعلّنا نساهم في جعل الصوت أعلى. فكما يؤلّف الشاعر قصيدة أو يصنع الصحافي تقريراً، نقدّم نحن الموسيقى للناس. ولطالما كانت فلسطين حاضرة في أعمال سامي، لذلك كان لا بد من هذه الأمسية في ظل ما يحدث".
ودعا الفنان مقدّم الحضور لإحضار الكوفيات والعلم الفلسطيني إلى المسرح الليلة، متطلّعاً إلى أن تكون احتفالية بفلسطين تبقي الباب مفتوحاً للأمل.

المساهمون