رامي قاضي: لا يولد التصميم إلا من الواقع

07 ديسمبر 2020
قدّم المصمم اللبناني 21 تصميماً جديداً في مجموعته الجديدة (كاي باريس فيرنانديز/Getty)
+ الخط -

في الفترة الأخيرة تلقى اللبنانيون ضربات متتالية إضافةً إلى ما يحصل على صعيد العالم. وكان المصمم رامي قاضي ممن تضرروا بشكل خاص، وآخر الضربات التي تلقاها في انفجار مرفأ بيروت، إذْ تهدَّم منزله وداره في بيروت وأحلامه أيضاً. في مثل هذه الحالة وجد أمامه خيارين، إما أنْ يستسلم لهذا الواقع الصعب والقاسي، وإما أن يكافح ليعاود النهوض من جديد، وإن لم يكن ذلك سهلاً. 

يمر العالم عامةً، وقطاع الموضة بشكل خاص، بمرحلة صعبة. إذْ تستمر التحديات من أكثر من سنة سواء في لبنان أو في مختلف دول العالم مع انتشار جائحة كورونا وما خلّفته من صعوبات. في هذه المرحلة، بدا ضرورياً أن يكافح الكل ويتحدى الواقع ليتمكن من الاستمرار في ظل الضغوطات. أما قاضي، فقد شعر بضرورة المواجهة قبل انتشار الوباء، فيشير إلى أنه كان سبّاقاً في نشر الإيجابية عبر المنصات الخاصة به ووسائل التواصل الاجتماعي من خلال رسائل وأسئلة وأجوبة، ومن خلال دعوة المرأة إلى تصوير أجمل تصميم لديها من رامي قاضي. كما أنه كان أول المصممين في العالم العربي في إقامة عرض "أون لاين" لمجموعته  قبل انتشار الوباء. ويشير إلى أنَّ ذلك أصبح موضة رائجة بعدها.  في الوقت نفسه يشير إلى أن المصمم من البشر وله مشاعر وأحاسيس، ومن الطبيعي أن يتأثر بما يحصل من حوله ويشعر بالإحباط. 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Rami Kadi (@ramikadi)

لم يكن ينوي المصمم أن يقدم مجموعة جديدة في هذه المرحلة، فكان ينوي تخطي هذا الموسم. إلا أن ما استجد جعله يتخذ قراراً مغايراً بعد انفجار مرفأ بيروت. فيتذكر بألم ما حصل وكيف دمّر محلّه في بيروت بالكامل ومنزله أيضاً ومشاريعه. "كان لا بد لنا من الاختيار بين الإقفال ووضع حد لكل أحلامنا، وبين أن نحقق عملاً جديداً يساعدنا على النهوض مجدداً. فكان هذا سر ولادة المجموعة الجديدة"، يقول قاضي. تحمل المجموعة اسم Dessiner dans le vide لتعكس الظروف التي نشأت فيها كونها ولدت فعلاً من الفراغ، فرسمت شيئاً جديداً يحمل كل معاني الإيجابية. 

قدم المصمم مجموعة من 21 تصميماً من وحي ما يحصل من حولنا، من الواقع والحياة اليومية لأن التصميم لا يمكن إلا أن يولد من الواقع، ولا يمكن أن ينقل ما ليس موجوداً، فهو ينبع من الأحساسيس.  المجموعة، على حد قوله مفعمة بالإيجابية بكل ما فيها من ألوان حيث يحكي كل لون عن نفسه، وهي قريبة من الناس. يضيف: "تشبهنا المجموعة وتشبه حياتنا في التفاصيل التي فيها. هي مستوحاة من الطبيعة ومن الواقع الذي نعيشه. ففي ظل هذه الظروف لا يمكن أن تكون بعيدة عن واقع الحياة". 

شاء المصمم أن تأتي مجموعته هذه "الصديقة للبيئة" أقرب إلى البساطة، فلا تضم تصاميم فيها مبالغة. وإذا كان التصميم بمثابة علاج له، إضافةً إلى ما ينشره من إيجابية، يبدو له أنه يجد سعادته لا في العمل بذاته، بل في ردود الفعل الإيجابية على هذا العمل الذي يقدمه. ووفق ما يوضحه في حديثه، تبقى البيئة اليوم من الهواجس الأساسية لديه، لأن كوارث كثيرة تحصل بسبب الاستهتار الحاصل بحق البيئة ما يجعل الإنسان مسؤولاً عنها. هذا وتعتبر الموضة من القطاعات المسببة للمعدل الأعلى من التلوث بسبب الصباغ والقماش وغيرها من العوامل التي تلعب دوراً في ذلك، ما يزيد من أهمية مراعاة البيئة فيما يمكن تصميمه.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Rami Kadi (@ramikadi)

المساهمون