رائد فن البانتوميم علي فهمي

15 مايو 2023
فن مهمش مبعد ومحجم برغم أهميته في بناء الممثل (Getty)
+ الخط -

علي فهمي هو الأستاذ الذي تخرجت على يديه أجيال متلاحقة من المعهد العالي للفنون المسرحية قسم تمثيل وإخراج. منهم من صاروا نجومًا كبارًا في سماء الفن، مثل نور الشريف، ويونس شلبي، وأحمد زكي، ومحمد صبحي، وكثيرين ممن حملوا مشاعر الامتنان والعرفان بالجميل لهذا الأستاذ الكبير والرائد المهم لفن التمثيل الإيمائي الذي بفضل دأبه جعل من هذا الفن مادة أساسية ضمن مواد المنهج الدراسي في قسم التمثيل والإخراج.

وعلى الرغم من أنه لم يلق الاهتمام الإعلامي الكافي ولا الاهتمام من القائمين على الثقافة والفنون في مصرنا الحبيبة، فإن اسمه يحتفظ بكل الاحترام لما قدمه من خدمات جليلة للتعريف بهذا الفن في بلادنا.

وهو فن مهمش مبعد ومحجم برغم أهميته في بناء الممثل، ولقد نال اهتمام كل بلاد العالم، وأصبحت له مدارس ومناهج تدرّس في جميع معاهد تمثيل العالم. ولا شك أن التمثيل الإيمائي واحتوائه على تعبير الوجه واللفتة والإشارة والحركة هو كنز لأي ممثل، لأن لحظة الممثل الدرامية ليست فقط للحظات الكلام، وإنما للغة الصمت دور رئيسي في تجسيد اللحظة، ولهذا نجد عظماء التمثيل يتخذون لغة الصمت والتعبير من داخلها وبصدق لأنها تعبر عن أدق اللحظات تقييما لبراعة الممثل.

ولعلنا بنظرة صغيرة نجد أسماء كمارلون براندو وروبرت دي نيرو وآل باتشينو وجاك نيكلسون وغيرهم ممن درسوا فن وعلم التمثيل في استديو لي ستراسبرغ، كان لهم الأسبقية في تطويع لحظات الصمت عن طريق تعابير الوجه والأداء الجسدي على نحو مبهر، ولهذا كان علي فهمي يدرك أهمية وخطورة فن التمثيل الإيمائي فأولى له اهتماما خاصا لدارسي التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية.

كانت شهادات تلاميذه تحمل الامتنان والإكبار، منهم نور الشريف الذي صرح في أكثر من حديث تلفزيوني بأنه لولا تعاليم علي فهمي لما صار ممثلا جيدا، والتصريح نفسه كان لمحمد صبحي الذي شرح بشكل تفصيلي كيفية اهتمام علي فهمي بحركة الشخصية وإيماءاتها.

علي فهمي قامة فنية لا تخطئها العين، وهو الرائد العلمي لعلم وفن البانتوميم، ولكنه رحل ولم يترك وراءه كتاباً يحمل اسمه من بعده.

ولكن عزاءنا في ما تركه من تلاميذ تعلموا على يديه واعترفوا بعطائه المهم.  ولا عزاء لكل الجاحدين والكارهين.

المساهمون