رائد التكنولوجيا مايك لينش أبرز المفقودين بعد غرق يخت في صقلية

20 اغسطس 2024
مايك لينش في العاصمة البريطانية لندن، 27 يونيو 2019 (دان كيتوود/ Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **حادثة غرق اليخت**: غرق يخت "بايزيان" قبالة سواحل صقلية، مما أدى إلى إنقاذ 15 شخصاً ووفاة شخص واحد، بينما يظل مايك لينش وخمسة آخرون مفقودين.

- **مسيرة مايك لينش المهنية**: لينش، الذي درس في كامبريدج وأسس شركة "أوتونومي"، أصبح مستشاراً علمياً لرئيس الوزراء البريطاني وحصل على وسام الإمبراطورية البريطانية.

- **النزاع القضائي مع "إتش بي"**: بعد اتهامات بمخالفات محاسبية، خسر لينش قضية احتيال في بريطانيا وتم تسليمه للولايات المتحدة، حيث حصل على البراءة في يونيو الماضي.

بعد أكثر من 24 ساعة على غرق يخت قبالة سواحل جزيرة صقلية الإيطالية، يتواصل البحث عن رجل الأعمال البريطاني مايك لينش الذي اشتهر إثر تحقيقه نجاحاً واسعاً في قطاع التكنولوجيا. واجتاحت رياح عنيفة وأمطار غزيرة سواحل صقلية فجر الاثنين، ممّا تسبب في أضرار مادية للمنشآت الموجودة على الشاطئ. كما ذكرت وسائل إعلام أن المنطقة شهدت عبور عمود مائي، وهو طبقة متحركة من الهواء والماء.

وقال خفر السواحل الإيطالي في بيانٍ صدر أمس إنه "قرابة الساعة الخامسة من صباح اليوم (الثالثة بتوقيت غرينيتش)، إثر عاصفة عنيفة، غرق مركب شراعي طوله 56 متراً، يحمل اسم بايزيان ويرفع العلم البريطاني، قبالة سواحل بورتيتشيلو"، وهي مدينة ساحلية تبعد 15 كيلومترا إلى الشرق من مدينة باليرمو.

وكان على متن المركب 12 راكباً و10 من أفراد الطاقم، غالبيتهم من البريطانيين، وفق وسائل إعلام إيطالية. وأنقذ 15 شخصاً حتى الآن، فيما أعلن عن وفاة شخص واحد، فيما يظل مايك لينش واحداً من ستة مفقودين يواصل خفر السواحل الإيطالي البحث عنهم.

ويُعدّ رجل الأعمال البالغ 59 عاماً واحداً من أشهر البريطانيين في مجال التكنولوجيا، خاصةً بعد مواجهته القضائية مع شركة إتش بي الأميركية خلال السنوات الماضية.

انطلاقة مايك لينش

ولد لينش عام 1965 في أيرلندا لأم ممرضة وأب يعمل رجل إطفاء. درس الفيزياء والرياضيات والكيمياء الحيوية في جامعة كامبريدج، فيما كان موضوع أطروحة الدكتوراه الخاصة به هو التعرف على الأنماط التكيفية، وتعد واحدة من أكثر الأبحاث قراءة على نطاق واسع في مكتبة الجامعة، بحسب صحيفة ذا غارديان.

بعد تخرجه أطلق عدّة شركات ناشئة في مجال التكنولوجيا المبكرة، من بينها شركة متخصصة في برامج الشرطة للتعرف التلقائي على لوحات الأرقام وبصمات الأصابع والوجه. لكن نقطة التحول في مسيرته كانت مع إطلاق شركة أوتونومي في عام 1996.

منذ البداية حقّقت الشركة نجاحاً كبيراً فاستعانت شركات مختلفة ببرنامجها لتحليل كميات هائلة من البيانات، وأدى نموها السريع إلى دخولها بورصة لندن، فأدرجت "أوتونومي" على مؤشر FTSE 100 لأفضل الشركات المدرجة في بريطانيا.

خلال سنوات قصيرة، فتحت نجاحات الشركة الأبواب الحكومية أمام مايك لينش ليصير مستشاراً علمياً لديفيد كاميرون بعد تعيينه رئيساً للوزراء عام 2005، كما حصل على منصب المدير غير التنفيذي لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، فضلاً عن حصوله على وسام الإمبراطورية البريطانية في عام 2006 تكريماً لخدماته.

أطلق بعض الصحافيين البريطانيين لقب "بيل غيتس البريطاني" على لينش، خاصةً بعد أن جذبت "أوتونومي" شركة تكنولوجيا المعلومات الأميركية العملاقة إتش بي، لتدفع 11 مليار دولار من أجل الاستحواذ عليها. لكن، لم يمر سوى عام واحد حتى أعلنت الشركة الأميركية اكتشافها مخالفات محاسبية خطيرة داخل الشركة البريطانية أدّت إلى خسارة قدرها 8.8 مليارات دولار.

نزاع طويل الأمد مع "إتش بي"

دخل رائد الأعمال البريطاني في صراع قضائي طويل مع "إتش بي"، واعتاد لسنوات أن يدافع عن سمعته، وأصرّ بشكل دائم على نفي الاتهامات الموجهة له بارتكاب مخالفات. وفي العام 2018، حُكم على المدير المالي السابق لشركة أوتونومي، سوشوفان حسين، بالسجن لمدة خمس سنوات في الولايات المتحدة بعد إدانته في عام 2018 بالاحتيال في ما يتعلق بالصفقة. لاحقاً في العام 2022، خسر لينش قضية احتيال رفعتها "إتش بي" ضده في بريطانيا، وقيل خلالها إن رجل الأعمال مارس السيطرة على حسين، وإنه من غير المعقول ألّا يكون على علم بالممارسات الاحتيالية المزعومة التي حدثت في شركته.

وفي عام 2023، سلمت الحكومة البريطانية مايك لينش إلى الولايات المتحدة لمحاكمته في هذه القضية، لكنه حصل على البراءة في يونيو/ حزيران الماضي، بعد محاكمة في سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا. وكان لينش قد عبّر عن خشيته من أن تنتهي القضية بوفاته في السجن بسبب وضعه الصحي، وكان قد صرح لصحيفة صنداي تايمز في يوليو/تموز الماضي قائلاً: "أعاني من مشاكل طبية مختلفة كانت لتجعل من الصعب جداً البقاء على قيد الحياة. لو سارت الأمور في الاتجاه الخطأ، لكان ذلك نهاية الحياة كما أعرفها".

احتفال بالبراءة

وبدا أن العطلة على متن اليخت في إيطاليا كانت بمثابة احتفال بعد تبرئة القضاء الأميركي لرجل الأعمال، إذ كان من بين الضيوف عدد ممن وقفوا بجانب مايك لينش خلال محنته، بحسب وكالة أسوشييتد برس.

بعد انطلاق العاصفة، فجر الاثنين، تمكن 15 من ركاب وأفراد طاقم اليخت من الهرب إلى قارب نجاة ثم بواسطة قارب شراعي قريب اسمه "سير روبرت بادن باول"، كان راسياً قبالة الساحل.

ومن بين المفقودين، وفقاً لوكالة الحماية المدنية الإيطالية، أحد محامي لينش في الولايات المتحدة، كريستوفر مورفيلو، وزوجته، إضافةً إلى الرئيس السابق للجنة التدقيق في "أوتونومي" جوناثان بلومر، الذي شهد في المحاكمة، وزوجته.

بينما قالت الناجية شارلوت جولونسكي إنّها فقدت السيطرة على ابنتها صوفيا البالغة من العمر عاماً واحداً في الماء، لكنها تمكنت بعد ذلك من رفعها فوق الأمواج حتى انتفخ قارب النجاة وسحبا إلى بر الأمان، بحسب وكالة الأنباء الإيطالية (إنسا).

وكان اليخت، الذي بني عام 2008 من قبل شركة بيريني نافي الإيطالية، يحمل 12 راكباً و10 من أفراد الطاقم. وفقاً لمواقع شركات اليخوت، فقد كان "بايزيان" متاحاً للتأجير مقابل 215 ألف دولار في الأسبوع، ويملك واحداً من أطول الصواري من نوعه في العالم.

المساهمون