"دمية الماريوت".. بأي ذنب قتلت البراءة في غزة؟

05 فبراير 2024
يهدف من صناعة الدمية إلى تنفيذ عروض للأطفال لإخراجهم من أجواء الحرب (الأناضول)
+ الخط -

"يوسف شخصية الطفل البريء الذي لم يرتكب أي ذنب، لكن الجيش الإسرائيلي قتله دون أي رحمة"، بهذه الكلمات يتحدث الفنان التشكيلي الفلسطيني يوسف الهندي عن شخصية دمية الماريوت التي يقوم بصناعتها.

ويمسك الهندي النازح من مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين، غربي مدينة غزة، مجسم دمية الماريوت بكلتا يديه ويقوم بتشكيل جسدها المصنوع من مواد خام يصعب إيجادها أو توفيرها من الأسواق مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

ويقول الهندي لمراسل الأناضول: "أحاول حالياً صناعة هذه الدمية لتكون قادرة على إرسال رسائل إلى العالم بحقوق أطفال شعبنا الفلسطيني ولا سيما حقهم في الحياة بكرامة".

ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي حرباً مدمرة على غزة خلفت حتى الأحد 27 ألفا و365 شهيداً و66 ألفاً و630 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.

دمية الماريوت.. تحديات جمة

ويضيف الهندي، الموجود في مخيمات النزوح‏ في مدينة رفح، أقصى جنوبي قطاع غزة: "موهبتي وإرادتي وفكرتي ورغبتي في إسعاد الأطفال جعلتني أستمر في طريق صناعة الدمى متحديًا كل الصعوبات".

وبينما ينحت الهندي جسد الدمية، يؤكد إصراره على صناعة دمية الماريوت بأبسط الإمكانيات والمواد المتوفرة في ظل شح المواد الخام والمواد الأولية، مؤكدًا عزمه على الاستمرار في تصنيعها حتى إنجازها.

ويهدف الهندي من تصنيع هذه الدمية إلى تنفيذ عروض للدمى في مخيمات النزوح تستهدف الأطفال، لإخراجهم من أجواء الحرب والقصف والدمار.

ويسعى الفنان التشكيلي والأخصائي النفسي والاجتماعي إلى "رسم البسمة على شفاه الأطفال الذين هم منبع الأمل" مع استمرار العدوان واشتداد جذوته.

ويشير إلى خسارة أدواته ومنزله وكل ما يملك في القصف الإسرائيلي على غزة، ما اضطره إلى توفير وصناعة معدات وأدوات جديدة حتى يتمكن من صناعة الدمى.

وحول المواد الخام التي يستخدمها حاليا، يقول الهندي: "بدأت الفكرة بأن تكون من صفيح الخيام ليكون الأساس في عملي فدمجته مع عجينة ورق أشبه بعجين الخبز في صناعة الجسد".

ويؤكد الهندي أن الأمر لم يكن سهلا في البداية، فالحصول على المواد الخام كانت مهمة صعبة للغاية. ويضيف: "حاولت قدر الإمكان أيضاَ أن أستخدم المواد الموجودة في البيئة، فاستخدمت الفلين والحديد والنايلون وكل ما توفر لديّ".

ويتابع: "أنا في مرحلة التصنيع حالياً وبعد أيام سيكون للدمية شكل واضح، وسيكون يوسف صاحب الشعر الكارلي الجميل والشعر الأبيض واضح المعالم".

وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لأم فلسطينية كانت تبحث عن ابنها في أحد مستشفيات مدينة غزة وهي تقول "يوسف ابني عمره 7 سنين شعره كيرلي وأبيضاني وحلو"، حتى فوجئت بأنه قتل في قصف إسرائيلي استهدف مدينة غزة، ما أثار تعاطف الملايين على مواقع التواصل.

ويحاول الهندي إيصال رسائل عدة للعالم، من أبرزها أن آلاف الأطفال الأبرياء قتلوا في هذه الحرب، وأن حقوقهم تنتهك بشكل وحشي بالقصف والنزوح والحصار.

ويروي الفنان الفلسطيني رحلة المعاناة والصعوبات الكبيرة التي مر بها عند نزوحه من مخيم الشاطئ، غرب غزة، إلى مدينة خانيونس، جنوب القطاع، قبل النزوح مرة أخرى باتجاه مدينة رفح.

ويؤكد الهندي أن هذه الرحلة ومعاناتها عاشها معظم سكان قطاع غزة هرباً من المجازر والإبادة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في غزة والشمال وخانيونس والمحافظة الوسطى، وبحثًا عن الأمان المفقود.

ويدعو العالم أجمع إلى التدخل بشكل فوري لوقف الحرب على غزة وإنقاذ الأطفال وإغاثة ما بقي من حياة.

(الأناضول)

المساهمون