دلال عبد العزيز (1960 ــ 2021) فنانة لن تتكرر. قدمت نازحة من محافظة الشرقية إلى القاهرة، واستطاعت بإرادة وصبر أن تتبوأ مكانتها التي تستحقها في الصفوف الأمامية للنجوم.
الصدفة التي جمعتنا في مسرحية "حب في التخشيبة" (1994) كانت فعلاً سعيدة. أتذكر أن الدور الأساسي في المسرحية كان للفنانة الكبيرة نيللي. كانت مسرحية استعراضية فيها الكثير من الرقصات والغناء. لسبب ما اعتذرت نيللي قبل الافتتاح بأسبوع واحد فقط. حاولت جاهداً أن أثني نيللي عن قرارها، ولكنها للأسف أصرت.
لم يكن أمامنا إلا الاستعانة بممثلة أخرى. وبالفعل، تواصلنا مع عدد كبير من النجمات، ولكنهن اعتذرن كلهن. وأمام قسوة الظرف، اضطررنا إلى الاستعانة بدلال عبد العزيز.
كنا جميعاً غير متفائلين بدلال عبد العزيز، خاصة أنها كانت تعاني من زيادة في الوزن مما أثر على حركتها. كنا مستعدين كلنا لقبول الفشل. لكن دلال عبد العزيز، وبمثابرة المرأة القوية الواثقة من نفسها، استطاعت أن تفاجئنا جميعاً، وتقدم لنا الكثير والكثير مما لم نكن نتوقعه، خاصة بعد فقدانها الكثير من الوزن في وقت قياسي مراعاة للدور.
نجحت المسرحية ونجحت معها دلال، وأصبح لها شأن آخر، وفتحت لها السينما والتليفزيون أبوابهما الذهبية لأدوار البطولة. استطاعت أن تتذوق رحيق عسل نجاحها، وقد كانت مفاجأة لكل من عرفها.
لعل أكبر مفاجأة كانت رفيق عمرها سمير غانم (1937 ــ 2021) الذي كان مصرّاً على عدم الزواج، ولكنها طاردته باستثنائية حضورها، وأصرت على رؤيتها ورهانها على نجاح هذا الزواج، ليكون فعلاً زواج العمر. كما نجحت أيضاً في إقناع سمير غانم بالإنجاب. وأيضاً نجحت في رهانها على تكوين أسرة سعيدة. واستطاعت ليس فقط أن تكتشف موهبتي دنيا وإيمي، وإنما أن ترعاهما أيضاً لتصبحا نجمتين في عالم الفن.