ألعاب الفيديو بريئة من العنف على أرض الواقع

21 نوفمبر 2021
دحضت الدراسة الجديدة نظريات سابقة (كيت جيلون/Getty)
+ الخط -

على الرغم من توفر عدد محدود جداً من الأدلة التي تدعم وجود علاقة ارتباط بين ألعاب الفيديو العنيفة بسلوكيات العنف الواقعي، فإنّ وسائل الإعلام الرئيسية وعامة الناس غالباً ما تربط بين ألعاب الفيديو العنيفة بالواقع، وتعدها المحرض الرئيسي على هذه السلوكيات.

يشتد الجدل حول هذا الموضوع بشكل عام بعد عمليات إطلاق النار الجماعية، حيث يربط بعض المعلقين أعمال العنف هذه باهتمام الجناة بممارسة ألعاب فيديو محددة ومن ثم اعتياد العنف الافتراضي، وبالتالي، وجود الاستعداد والرغبة في تنفيذ تلك السلوكيات في الواقع. وعام 2013، دعا الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما إلى توفير مزيد من التمويل الحكومي للأبحاث المتعلقة بألعاب الفيديو والعنف.

في دراسة جديدة نشرت يوم الجمعة 5 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، قدّم باحثون دليلاً على تأثيرات إصدارات ألعاب الفيديو العنيفة على سلوك الأطفال العنيف باستخدام بيانات من الولايات المتحدة. ركزت الدراسة على دراسة نوعين من العنف: العدوان على الآخرين وتدمير الأشياء أو الممتلكات، بين الأولاد الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و18 عاماً، وهي المجموعة الأكثر تعلقاً بألعاب الفيديو العنيفة.

ورغم الإفادات التي قدمها كثير من الآباء بأن أطفالهم كانوا أكثر عرضة لتدمير الأشياء بعد لعب ألعاب الفيديو العنيفة، فإنّ الباحثين لم يجدوا أي دليل على أنّ العنف ضد الآخرين يزداد بعد إطلاق لعبة فيديو عنيفة جديدة. ويرجح الباحثون أنّ هناك عوامل مختلفة يمكن أن تتسبب في هذا السلوك العدواني لدى الأطفال والمراهقين، مثل مشكلات الصحة العقلية، أو سهولة الوصول إلى البنادق والأسلحة الأخرى.

وأوضحت الدكتورة أجني سوزيدليتي، كبيرة المحاضرين في قسم الاقتصاد بجامعة "سيتي" في لندن والمؤلفة الرئيسية في الدراسة، أنّ النتائج تقدم دليلاً على تأثيرات إصدارات ألعاب الفيديو العنيفة على سلوك الأطفال، والذي لا يتضمن تحفيزاً على ممارسة العنف.

استخدمت الباحثة أساليب الاقتصاد القياسي التي تحدد الآثار السببية المعقولة لألعاب الفيديو العنيفة على سلوكيات العنف لدى الأطفال المستهدفين، بدلاً من تحديد الارتباطات فقط. ولم تجد أي دليل على أن العنف ضد الآخرين يزداد مع ألعاب الفيديو. وأضافت سوزيدليتي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ نتائج الدراسة تشير إلى أنّ ألعاب الفيديو العنيفة قد تثير غضب الأطفال، لكنّ هذا التحريض لا يترجم إلى عنف ضد الآخرين، وهو نوع العنف الذي نهتم به أكثر من غيره. وأوضحت أنّ التفسير المحتمل للنتائج هو أنّ ألعاب الفيديو عادة ما تمارس في المنزل، حيث تكون فرص الانخراط في العنف أقل.

في الجزء الرئيسي من التحليل، أظهرت مقاييس العنف المبلّغ عنها أنه يمكن استبعاد حدوث زيادات حقيقية في العنف ضد الآخرين بثقة تصل إلى 90 في المائة، إذ لم يُعثر على آثار ذات دلالة إحصائية على احتمال أن تكون قاسياً أو عنيفاً مع الآخرين، أو حتى ممارسة السلوك المدمر للأشياء الذي أبلغ عنه بعض الآباء، بعد ممارسة ألعاب الفيديو العنيفة.

ووفق الباحثة، فإنّ من غير المحتمل أن تؤدي السياسات التي تفرض قيوداً على مبيعات ألعاب الفيديو للأولاد القصّر إلى الحد من العنف المجتمعي. ويجب على الحكومات، قبل أن تضع أي سياسات لتقييد الوصول إلى ألعاب الفيديو العنيفة، إثبات ما إذا كانت ألعاب الفيديو العنيفة تجعل اللاعبين بالفعل يتصرفون بعنف في العالم الحقيقي أم لا.

المساهمون