دراجة من الخيزران: رمز للتقارب الدبلوماسي بين إندونيسيا وأستراليا

04 يوليو 2022
جال الرئيسان على دراجتيهما في حدائق القصر الرئاسي الإندونيسي (Getty)
+ الخط -

صارت دراجة هوائية مصنوعة من الخيزران رمزاً للتقارب الدبلوماسي بين إندونيسيا وأستراليا، بعد اجتماع عُقد أخيرا بين زعيمي البلدين، ووضعت صانعها الإندونيسي في دائرة الضوء.

عندما استقبل الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، رئيس الوزراء الأسترالي الجديد أنتوني ألبانيزي، في القصر الرئاسي، الشهر الماضي، قدّم له هذه الدراجة الصديقة للبيئة.

وكان مصمّمها سينغيه سوسيلو كارتونو أبلغ، عشية ذلك، أن زعيمي البلدين سيركبان دراجة سبيداغي، وهو نموذج صنعه في قرية صغيرة في جزيرة جاوة.

وضع ألبانيزي بنطاله تحت جاربيه، فيما خلع الرجلان سترتيهما واعتمرا خوذتين، قبل الانطلاق على الدراجتين في حدائق القصر الرئاسي في بوغور، جنوب العاصمة جاكرتا.

وقال المصمّم البالغ 54 عاما، لوكالة فرانس برس، إن ذلك المشهد كان "لحظة سحرية خاصة"، بعد سنوات من العمل لتطوير هذه الدراجات المراعية للبيئة والعالية الجودة.

ويشجع مشروعه على تصنيع الدراجات محلياً ويوفّر فرص عمل، ويظهر للقرويين أنّه يمكن استخدام الموارد المحلية، مثل الخيزران، لإعطاء قيمة مضافة، بحسب قوله.

وأضاف: "لدينا نظام لتدريب الأشخاص من أجل ابتكار منتجات عالية النوعية".

وصنع 15 موظفاً في قرية وسط جزيرة جاوة دراجة سبيداغي، وهو اسم مشتق من كلمة سيبيدا، أي دراجة باللغة الإندونيسية، وباغي التي تعني الصباح.

تقطع عصي الخيزران التي تنمو في المناطق المحيطة، وتعالج لعملية الحفظ، قبل تجميعها مع الأجزاء الأخرى لتشكيل إطار الدراجة.

ويكون الخيزران أحياناً قوياً مثل الفولاذ عند استخدامه في هياكل خفيفة الوزن، وفقاً لدراسات علمية.

وقال الشريك المؤسس للشركة، تري واهيوني، لوكالة فرانس برس، إنّ صنع دراجة سبيداغي يستغرق أسبوعاً، ويصل سعرها إلى ألف دولار، وقد بيع بعضها في أماكن بعيدة مثل اليابان.

يُعرف الرئيس الإندونيسي بتقديم الدراجات الهوائية هدايا لضيوفه. وهو أيضاً معجب بسبيداغي، وقد اشترى واحدة للاستخدام الشخصي في عام 2015.

وأظهر أنتوني ألبانيزي سعادته بحصوله على هذه الدراجة، وأكد أنه سيستخدم في كانبيرا "دراجة الخيزران الوحيدة" في العاصمة الأسترالية.

وترتبط عادةً الدراجات الهوائية والخيزران الذي ينمو بكثرة في إندونيسيا، بالطبقات الفقيرة، وهو الأمر الذي راق للزعيمين، وكلاهما من أصول متواضعة.

وأصبحت هذه الدراجة الآن رمزاً للتقارب الدبلوماسي بين الأرخبيل الواقع في جنوب شرق آسيا وبين أستراليا.

وقال الزعيم الأسترالي، خلال زيارته لإندونيسيا، إنه يريد تعزيز العلاقات مع البلد المجاور، وسط توترات متصاعدة في المنطقة.

وقال كارتونو إنه رأى دراجات من الخيزران للمرة الأولى في شمال أوروبا.

وأضاف: "خطرت لي فكرة دراجة هوائية مصنوعة من الخيزران، لأنني بدأت ركوب الدراجات بسبب ارتفاع نسبة الكوليسترول لديّ. كذلك، لديّ خبرة في التصميم. في أحد الأيام اكتشفت أن دراجات من الخيزران صنعت في بلدان ليس لديها خيزران. لذلك اعتقدت أنه من العار ألّا تكون موجودة هنا".

وختم: "حول منزلي، الخيزران موجود في كل مكان".

(فرانس برس)

المساهمون