أكد الفنان الكويتي داوود حسين أن الدراما العربية تعيش مرحلة صعبة على صعيد العرض التلفزيوني، بعد تزايد المنصات الإلكترونية وتصدرها للمشهد الدرامي بسهولة ووصولها إلى جيل الشباب.
ولفت حسين في حواره مع "العربي الجديد" إلى أن حل هذه المعضلة يكمن في تقديم أعمال عربية مشتركة تقدم محتوى مميزاً وتترك بصمة فنية مهمة، مضيفاً: "وسائل التواصل باتت تتحكم في كل شيء، فعندما تقدّم عملاً مميزاً ستدفع المشاهد للبحث عنك وهنا يكمن النجاح، وبالتالي يتم هذا الأمر بتضافر الجهود بشكل كبير وبالدعم الذي يقدم للقنوات والمحطات والمنتجين". ودعا حسين شركات الإنتاج والقنوات العربية للحفاظ على الفن من أجل الفن، ضد هجمة الإباحية التي تقدمها بعض المسلسلات المعربة، شارحاً: "علينا أن نحافظ على قيم مجتمعنا، وهذا الأمر يبدأ من مسؤولية الفنان نفسه، إذ عليه أن يقوم برقابة ذاتية على ما يقدمه من أعمال، وأن ينطلق من فكرة أن من يشاهده أولاً عائلته وأهل بيته ومجتمعه، وبالتالي عندما يشعر الفنان بأنه مسؤول، سيقدم الفن من أجل الفن ومن أجل المجتمع، وبالتالي ستضيق الدائرة أمام بعض الأعمال التي تحتوي مشاهد إباحية بعيدة عن عاداتنا وتقاليدنا المحافظة".
أعمال عربية مشتركة
ويرحّب حسين برواج فكرة تقديم الأعمال العربية المشتركة التي تجمع فنانين من مختلف أنحاء الوطن العربي، معلقاً: "أنا مع فكرة مد الجسور الثقافية والفنية بين العرب، وتقديم أعمال تخرج من رحم المحلية إلى نطاق عربي واسع، بشرط أن تخدم القصة والسيناريو والعمل". ويؤشر حسين إلى النجاحات التي قدمتها الدراما اللبنانية السورية، والدراما اللبنانية المصرية، مضيفاً: "هذه الأفكار يمكن أن ترفع من مستوى الدراما العربية وتجعلها تنافس عالمياً، ولذلك أرحّب بأن تندمج الدراما الخليجية في نطاق الأعمال العربية المشتركة، فإمكانية تحقيق نجاحات مبهرة واردة جداً، إذا ما توفر المنتج الواعي والسيناريو القوي فيصبح من السهل مشاركة نجوم عرب من بلدان مختلفة في تقديم أعمال ترتقي بالذائقة الفنية العربية".
الفنان الخليجي في مصر
وحول وجوده بكثرة هذه الأيام في القاهرة، ذكر داوود حسين أنه حل ضيفاً على عدد من البرامج الحوارية التلفزيونية، فضلاً عن لقائه بعدد من أصدقائه الفنانين، ملمحاً إلى مشاركته في تحضير جزء ثانٍ من فيلم "عندليب الدقي" مع الفنان محمد هنيدي، ويضيف: "هناك مشاريع على الورق مع أكثر من فنان في مصر، ما زالت قيد المناقشة، منها الدرامي والسينمائي والمسرحي". ورحب حسين بفكرة مشاركته في موسم من مواسم "مسرح مصر" برفقة الفنان أشرف عبد الباقي، مبيناً: "المسرح المصري صعب جداً وعندما تعرض أمام جمهور مثقف ولا يجامل عليك أن تقدم الجديد والمفيد معاً، فليس ممكناً تقديم عمل دون المستوى هناك، وهذا ما أحرص عليه".
وعن حصر المنتجين المصريين شخصية الرجل الخليجي في أفلامهم بالباحث عن حياة اللهو، وقبول بعض الفنانين الخليجيين تقديم هذا الدور، يؤكد داوود حسين أنه يرفض تنميط دور الرجل الخليجي بهذه الخانة وقد رفض الكثير من العروض على ذات الشاكلة، مضيفاً: "أي فنان عاقل ومهتم بالفن الذي يقدمه، عليه أن يزن كافة الأمور أمامه، قبل الموافقة على تقديم أي عمل. وشخصياً أرفض هذه الصورة المأخوذة عن الرجل الخليجي، وأعلم بأننا لسنا ملائكة فهناك الجيد والسيئ، لكن على كل فنان أن يعي أنه سيقدم عملاً سيبقى موثقاً في الأرشيف، فالفنان مسؤول عن الصورة التي يقدمها، فالعمل الفني باقٍ والفنان زائل، لذا أنا أفضّل أن يتم استذكاري بحب وتقدير وألا يقال: انظروا نوعية الأعمال التي كان يقدمها داوود، لذا أحاول قدر المستطاع أن تكون أعمالي مختارة بعناية، لتعيش على المدى البعيد وتترك أثراً طيباً للأجيال القادمة".
النساء يتصدرن الدراما العربية
عن غيابه عن تقديم كاريكترات شخصيات مشهورة بطريقة كوميدية، يقول حسين: "الحمد لله حققت نجاحاً كبيراً في ما قدمته سابقاً، لكنني توجهت في السنوات الأخيرة للدراما كوني شعرت بأن لدي مساحات درامية لم أقدمها في مسيرتي، فأنا خريج معهد فنون مسرحية وتمثيل وإخراج، ولدي القدرة على تقديم الدراما بكافة أشكالها، كما أن قصة التقليد أصبحت صعبة قليلاً، لأننا صرنا عرضة للكثير من الخصام من قبل من نقلدهم أو المحيطين بهم، فأصبح طريق المحكمة أسهل من طريق البقالة، ولكوني إنساناً مبتعداً عن المشاكل ولا أفكر سوى بعملي فقط، فقد قررت الابتعاد عما يؤثر عليّ سلباً".
ولا ينكر داوود حسين أن الدراما العربية خصوصاً في منطقة الخليج تتوجه للنساء، عبر إنتاج أعمال لفنانات تكتب السيناريوهات لهن، فيما يكون العنصر الرجالي محصوراً بالبطولة الثانية والثالثة، مبيناً: "كثرت أعمال البطولة النسائية مؤخراً وانتقلت أيضاً من الدراما الخليجية للعربية، ويبدو لأن معظم جمهور الفضائيات من النساء يساعد في رفع نسب المشاهدة، وشخصياً حاولت أن أسبح ضد التيار وقدمت مسلسلات مثل: درويش، وكريمو، والفطين، لكنني لم أتمكن من التغلب على الموجة الدرامية النسائية وأعترف بأن النساء هن السائدات درامياً، وبالنهاية كل منتج يبحث عن تسويق أعماله".