خطط "غوغل" المناخية في خطر بسبب الذكاء الاصطناعي

03 يوليو 2024
أمام المقر الرئيسي لشركة غوغل في كاليفورنيا، 16 إبريل 2024 (طيفون كوشكون/ الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- "غوغل" تواجه تحدياً كبيراً في خفض بصمتها الكربونية بعد ارتفاع انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 48% خلال خمس سنوات، مدفوعةً بزيادة استهلاك الطاقة في مراكز البيانات لتشغيل منتجات الذكاء الاصطناعي.
- الشركة تعترف بصعوبة تحقيق هدفها المتمثل في الوصول إلى صفر انبعاثات بحلول 2030، مع التأكيد على التحديات المستقبلية لتقدير التأثير البيئي للذكاء الاصطناعي.
- استثمارات كبرى شركات التكنولوجيا في الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات تزيد من استهلاك الطاقة والانبعاثات، مما يعرض أهدافها البيئية للخطر، رغم محاولاتها لاستخدام الطاقة المتجددة.

كشفت "غوغل"، الثلاثاء، عن ارتفاع انبعاثات الغازات الدفيئة لديها بنسبة 48% خلال خمس سنوات فقط، ما يعرّض خطط الشركة الأميركية للتقليل من بصمتها الكربونية للخطر، خصوصاً مع تزايد اعتمادها على مراكز البيانات التي تستهلك طاقة هائلة لتشغيل منتجات الذكاء الاصطناعي الجديدة، وفقاً لصحيفة ذا غارديان البريطانية.

بحسب التقرير البيئي السنوي الذي تصدره الشركة، فقد شكّل استهلاك الكهرباء من خلال مراكز البيانات وانبعاثات سلاسل التوريد، السبب الرئيسي وراء هذا الارتفاع الكبير في انبعاثات الغازات الدفيئة، التي ارتفعت بنسبة 13% في 2023 مقارنة بالعام السابق 2022، ووصلت إلى 14.3 مليون طن متري.

وقالت "غوغل" التي استثمرت بشكل هائل في الذكاء الاصطناعي، إن تحقيق هدفها "الطموح للغاية" المتمثل بالوصول إلى صفر انبعاثات بحلول عام 2030 "لن يكون سهلاً". وأشارت إلى أنّ الشك في تحقيق هذا الهدف، يمتد إلى صعوبة في تقدير "التأثير البيئي المستقبلي للذكاء الاصطناعي، وهو أمر معقد ويصعب التنبؤ به".

ارتفعت انبعاثات الغازات الدفيئة من "غوغل" بنسبة 50% تقريباً منذ 2019، وهو العام الذي أعلنت فيه خطّتها للتحول إلى شركة خضراء بالكامل، الأمر الذي يتطلب منها إزالة أعلى نسبة ممكنة من إنتاجها لثاني أكسيد الكربون.

تكنولوجيا
التحديثات الحية

وكانت تقديرات وكالة الطاقة الدولية قد أشارت إلى أن إجمالي استهلاك الكهرباء في مراكز البيانات يمكن أن يتضاعف من مستويات عام 2022 إلى 1000 تيراواط في الساعة بحلول عام 2026، وهو ما يقارب مستوى الطلب على الكهرباء في اليابان. كذلك، بيّنت حسابات شركة الأبحاث سيمي أنالوجي أنّ الذكاء الاصطناعي سيجعل مراكز البيانات مسؤولة عن استهلاك 4.5% من توليد الطاقة العالمي في 2030.

وتلعب مراكز البيانات دوراً أساسياً في تدريب وتشغيل النماذج التي تدعم نماذج الذكاء الاصطناعي، مثل "جيميني" من "غوغل" و"جي بي تي 4" من "أوبن إيه أي"، بحسب "ذا غارديان". في وقتٍ سابقٍ من هذا العام، كشفت "مايكروسوفت" عن أن ارتفاع استهلاك مراكز البيانات التابعة لها للطاقة يعرّض هدفها لأن تصير خالية من الكربون بحلول عام 2030 للخطر.

وأقرّ رئيس "مايكروسوفت" براد سميث في مايو/ أيار الماضي بأنّ تحقيق هدف "صفر انبعاثات" صار "بعيد المنال حالياً". من جهته، قال مؤسس الشركة بيل غيتس، الأسبوع الماضي، إن الذكاء الاصطناعي سيساعد في مكافحة أزمة المناخ، لأن شركات التكنولوجيا الكبرى "مستعدة جدياً" لاستخدام مصادر الكهرباء النظيفة "لتقول بأنها تستخدم الطاقة الخضراء".

على الرغم من أن كبرى شركات التكنولوجيا صارت من المشترين الرئيسيين للطاقة المتجددة في محاولة لتحقيق تعهداتها بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، إلّا أنّ ذلك يصطدم مع استثمارها الكثيف في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي وأدواته، التي تستهلك كميات هائلة من الطاقة، بجانب زيادة الانبعاثات المضرة بالمناخ.

المساهمون