اعتاد كثيرون على اللجوء إلى محرك غوغل للبحث حين يبدأون بالتخطيط لإجازاتهم، إذ يشرعون في التفتيش عن الوجهات الأفضل، وفقاً لأذواقهم، وكيف يريدون قضاء وقتهم، وعن الأنشطة الأكثر إثارة في المنطقة التي يتجهون إليها، وكذلك عن أماكن تناول الطعام والسهر والفنادق وتذاكر السفر، وكلّ التفاصيل الأخرى.
لكن برنامج الذكاء الاصطناعي "تشات جي بي تي" ChatGPT الذي أطلقته شركة "أوبن إيه آي"، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، قد يصبح المرشد الأفضل عند التخطيط للإجازات.
التخطيط باستخدام محرك البحث من "غوغل" يتطلب بعض البراعة والكثير من العمل والوقت، إذ تقود الروابط التي يسفر عنها البحث إلى مواقع ومحركات بحث أخرى مثل "ويكيترافل".
في المقابل، يمكن أن يكون "تشات جي بي تي" أكثر عملية وأسرع في فهم ما يريده مستخدموه. كل المطلوب هو طرح السؤال على هذا النظام، لتظهر الإجابة في ثوانٍ.
يمكنكم أن تسألوا "تشات جي بي تي" مثلاً: "ما الذي يجب أن أشاهده وأزوره خلال جولة في بالي، في إندونيسيا"؟ فتظهر إجابة، تشمل معبداً، ومدرجات الأرز، والشواطئ، والتعرف على الثقافة، والفنون، والحِرَف المحلية، وبركاناً، والتسوق، والطعام، والعلاج الطبيعي، والحياة الليلية. وفي الأسطر الأولى من إجاباته وخلال ثوانٍ، يقدّم الروبوت أسماء محددة للأماكن، بالإضافة إلى قائمة ستكون منطلقاً للبحث المفصل. ومثلاً عند سؤال "تشات جي بي تي": "ما الذي يجب أن نفعله أيضاً بالقرب من معبد أولواتو؟"... يقدّم خيارات مفصّلة تشمل الشواطئ، وأماكن تناول الطعام، والمتنزهات، والإقامة.
وقد يلاحظ المستخدم أن بعض الأجوبة قد تتكرّر، لكنّ طريقة إجابة "تشات جي بي تي" تجعل المستخدم يضيق مجال البحث ولا يتوه. ومن مشاكل هذه الطريقة أنها قد تحتاج أحياناً استخدام طرق البحث التقليدية المجرّبة، مثل وجود مطاعم عدة بالاسم نفسه.
هذا ولا يتمتع روبوت الدردشة الأشهر بإمكانية الوصول إلى بيانات ما بعد عام 2021 في الوقت الحالي. وقد تكون بعض الإجابات غير واضحة بنسبة مائة في المائة، أو قد يخطئ تماماً في تقديم معلومة، وقد تصيبه أحياناً حالة وصفها الخبراء بـ"الهلوسة".
لذا، من الأفضل استخدام "تشات جي بي تي" لتضييق نطاق البحث، لكن تحققوا دائماً من البيانات. وينصح بسؤال "تشات جي بي تي" عما يستحق المشاهدة أو الزيارة، ثم سؤاله عن أشياء محددة انطلاقاً من إجاباته عن البحث الأول عبر بحث ثانٍ. هذا يقلل مقدار عملية البحث اللازمة، ويضيّق نطاق بعض العناصر ذات الصلة بالرحلة.
هذا يعني أنّ محرك "غوغل" للبحث لا يزال مفيداً، لكن "تشات جي بي تي" يوفّر وقتاً ثميناً.
يذكر أنّ شركة غوغل أطلقت، في يوليو/ تموز الماضي، برنامج "بارد" للذكاء الاصطناعي المُنافس لـ"تشات جي بي تي"، في نحو 50 بلداً، بينها البرازيل، ودول الاتحاد الأوروبي، بعدما كانت تجنّبت ذلك لأسباب تنظيمية.
وبعدما كان "بارد" مُتاحاً بثلاث لغات فقط، هي الإنكليزية واليابانية والكورية، بات بإمكانه إنتاج محتوى بنحو 40 لغة، بينها العربية، والألمانية، والصينية، والإسبانية، والفرنسية، والهندية، وفقاً لـ"غوغل".
ويوفّر هذا البرنامج إجاباته إما شفهياً، أو بأسلوب احترافي، أو غير رسمي، أو حتى استخراج معلومات من صورة ما. ويتيح "بارد" كذلك مواصلة محادثات قديمة مع الذكاء الاصطناعي، وهي ميزة متاحة أصلاً في "تشات جي بي تي".