خطة عراقية لحماية المواقع الأثرية في البلاد

29 يونيو 2022
سُرقت عشرات آلاف القطع الأثرية من العراق بعد الغزو الأميركي (مرتضى السوداني/الأناضول)
+ الخط -

أعلنت وزارة السياحة العراقية عن خطة لحماية المواقع الأثرية في البلاد وتأمين عمل بعثات التنقيب المحلية والأجنبية، في خطوة جاءت على أثر سيطرة جماعات متنفذة على أراض تضم مواقع أثرية، فضلاً عن تجاوزات المواطنين.

لم تسلم الآثار في العراق من تبعات الوضع غير المستقر، إذ تعرضت المواقع الأثرية لحملات تخريبية منظمة وأعمال سرقة وتهريب ما زالت مستمرة، فضلاً عن التجاوزات المنظمة من قبل جهات متنفذة فرضت سيطرتها على مساحات تضم مواقع أثرية.

وتسعى الجهات المسؤولة في العراق إلى تنفيذ خطط لحماية آثار البلاد، بالتوازي مع الجهود التي تبذل لاستعادة القطع الأثرية المهربة منذ عام 2003.

ووفقاً لمدير عام الهيئة العامة للآثار والتراث، ليث مجيد، فإنّ "هناك ما يقارب 20 ألف موقع أثري في العراق، والأعداد ستزيد في حال اكتمل المسح للمواقع الأثرية". وأكد مجيد، في تصريح نقلته عنه وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، مساء الثلاثاء، أنّ "هناك خطة وضعت لحماية المواقع الأثرية المهددة بالتوسع السكاني، لوقف التجاوز على المواقع الأثرية، تتضمن إقامة أسيجة حول المواقع، وقد تم بالفعل تسييج أعداد منها، وأن العمل مستمر في هذا الشأن".

وأوضح أنّ "أعمال التسييج للمواقع الأثرية ابتدأت من بغداد مروراً بمحافظات الجنوب"، مبيّناً أنّ "الخطة منعت التجاوز على الآثار، وفسحت المجال أمام أعمال التنقيب النظامية من قبل الهيئة العامة للآثار أو البعثات الدولية، وأن أعمال التنقيب تكون مراقبة وتحت السيطرة".

وبشأن مواقع التنقيب الحالية وخريطة انتشار البعثات الأجنبية، أوضح أنّ "هناك بعثات تنقيب أجنبية في محافظة الديوانية، إذ تعمل بعثة تنقيب من ألمانيا في مدينة الوركاء الأثرية، ويوجد فريق مسح مشترك من فرنسا وإيطاليا يعمل في مدينة أريدو في محافظة ذي قار، كما أن هناك أعمال في الموصل من قبل بعثة تنقيب ألمانية وإيطالية".

علوم وآثار
التحديثات الحية

وأشار إلى أن "هناك توجهاً لإرسال بعثة تنقيب إلى منطقة آشور شمالي البلاد، حيث إن هناك منحة من جامعة ميونخ الألمانية، وأيضاً هناك البعثة البريطانية في الجنوب، فضلاً عن مشروع كبير في بابل لصيانة الآثار".

من جهته، أكد الأكاديمي العراقي المختص بالآثار، طالب العوادي، أهمية "العمل المشترك لحماية المواقع الأثرية في البلاد التي خُرب وسُرق الكثير منها على مدى سنوات". وأشار متحدثاً لـ"العربي الجديد" إلى أن "البعثات الأجنبية تعمل بحذر في البلاد، بسبب الوضع غير المستقر، والتجاوزات على المواقع الأثرية من قبل جماعات متنفذة سيطرت على أراض تضم مواقع أثرية، فضلاً عن تجاوزات المواطنين عليها".

ولفت إلى أنّ "الملف يحتاج إلى جهد حكومي وأمني، بتأمين المواقع الأثرية وفض النزاعات عليها من قبل تلك الجماعات، إذ إنّ توفير أجواء آمنة وتحصين المواقع الأثرية سيكون لهما الأثر الكبير في أعمال التنقيب والاكتشافات الأثرية، في بلد غني جداً بالآثار"، بحسب قوله.

بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003، سرقت من متحف بغداد وحده نحو 15 ألف قطعة أثرية، و32 ألف قطعة من 12 ألف موقع أثري، والقطع التي سُرقت من المتاحف موثقة، وقد استعيد البعض منها، وكانت تُعرَض في الأسواق العالمية.

ودمّر تنظيم داعش الذي سيطر على ثلث مساحة البلاد في يونيو/ حزيران عام 2014 الكثير من المواقع الأثرية، غالبيتها شماليّ العراق. ويقول خبراء الآثار إنّ أعضاء التنظيم دمروا قطع الآثار الكبيرة، وسرقوا القطع الصغيرة للاتجار بها.

المساهمون