تتميّز حمية كيتو بالإكثار من تناول الدهون والحدّ من تناول النشويات إلى أقصى حد، بما يقل عن 50 غرام في اليوم، أو بالنسبة للبعض أقل من 20 غرام في اليوم، لخفض الوزن بسرعة كبيرة، علماً أنّ معدل النشويات الموصى به يومياً للمرأة هو 250 غ في اليوم.
في حديثها مع العربي الجديد تؤكّد اختصاصية التغذية جويل فرحة أنّ ثمة تعديلات كثيرة يمكن إدخالها على هذه الحمية لدى اتباعها، كلّ بحسب هدفه أو نمط حياته، أو بحسب عوامل أخرى يمكن أن تؤثر في ذلك:
- فعلى سبيل المثال، يمكن اتّباع حمية كيتو بمعدل عال من البروتينات والدهون مع تناول النشويات باعتدال.
- أسلوب آخر يقضي بزيادة معدلات النشويات بنسبة معينة، في أيام معينة في الأسبوع، أو بعد ممارسة الرياضة مثلاً. علماً أنّ النشويات مصدر الطاقة الأساسي للجسم، وعند عدم الحصول عليه يستخدم الجسم مخزون الطاقة من الكبد والعضل ويكسّر الدهون التي فيها، ويخلق مصدراً للسكر لنفسه. لكن عند خفض محصول النشويات إلى حدّ زائد ولفترة طويلة، يؤدي ذلك بالجسم إلى حالة جوع وحرمان، فيخلق مصدراً جديداً للطاقة ويستخدم الدهون الخاصة به.
إلى جانب استخدام حمية كيتو لخفض الوزن سريعاً، يمكن اللجوء إليها لدواعٍ صحية:
- منذ عام 1920، استخدمت لمعالجة نوبات الصرع لدى الأطفال، بحسب ما توضح فرحة. لكن ما من إثبات علمي حول فاعلية هذه الطريقة لدعم علاج نوبات الصرع لدى الراشدين.
- كما يمكن اللجوء إلى حمية كيتو تحت إشراف طبي لمعالجة الاضطرابات الأيضية، وقد تكون فعالة في معالجة بعض أنواع سرطان الدماغ، بحسب بعض التجارب الأولية، في ظل تناقض الآراء في هذا المجال بين مؤيدة ومعارضة. وتبرز الحاجة إلى مزيد من الدراسات في هذا الموضوع، خصوصاً أنّ التقيّد بحمية من هذا النوع صارمة يمكن أن تكون له آثار سلبية وخطيرة على مريض السرطان الذي يحتاج إلى التغذية الصحية والمتوازنة.
- أكدت بعض الدراسات أن حمية كيتو قد تكون مفيدة لبعض حالات السكري من النوع الثاني عبر المساهمة في خفض الوزن والحد من معدلات السكر في الدم وتحسين وظائف الكلى وصحة القلب.
- أظهرت بعض الدراسات أيضاً أنه قد يكون لحمية كيتو أثرٌ في خفض مستويات الكوليسترول والحفاظ على صحة القلب، إلّا أنّ هذا الأثر قد ينتج عن تراجع معدلات الوحدات الحرارية التي يمكن الحصول عليها وعلى خفض الوزن، وقد لا يكون ذلك ناتجاً عن الحمية بذاتها. لكن للاستفادة بشكل أفضل، تبرز أهمية التركيز على نوعية النشويات التي يجرى تناولها، فيما تبرز الحاجة إلى المزيد من الدراسات والتعديلات فيها كزيادة معدلات النويات والألياف والتركيز على الدهون الصحية للاستفادة منها.
بشكل عام، تعتبر حمية كيتو عالية الدهون المشبعة وقليلة الفاكهة والحبوب الكاملة والخضراوات، ما يزيد من خطر التعرض إلى مشكلات كالإمساك وسرطان القولون وأمراض القلب والوفاة المبكرة. ففي مقابل نقص كمية النشويات التي يمكن الحصول عليها، يستخدم الجسم العضل لتأمين الطاقة اللازمة له. انطلاقاً من ذلك، تسبب حمية كيتو للكثيرين التعب ونقص الطاقة لممارسة الرياضة أو القيام بأي نشاط جسدي. لذلك، توضح فرحة أنّه بقدر ما تكون حمية كيتو صارمة أكثر، تزيد الآثار الجانبية الناتجة عنها. كما تؤثر سلباً على علاقة الشخص مع الأكل وتسبب اضطرابات غذائية.