حلّ لغز واحدة من أكبر عمليات السطو على البنوك الأميركية بعد 52 عاماً: اللص تخفى بحياة ثانية
قبل أن يبيع توماس راندل السيارات الفاخرة ويدرس لعبة الغولف في ضواحي بوسطن، وقبل أن يتزوج ويكوّن أسرة، يقول حراس فيدراليون إن اسمه كان ثيودور جون كونراد، الذي نفذ واحدة من أكبر عمليات السطو على البنوك في تاريخ كليفلاند الأميركية، بحسب صحيفة "ذا غارديان" البريطانية.
واعتبر اختفاء المشتبه به لغزاً استمر أكثر من 52 عاماً. كان كونراد صرافاً يبلغ من العمر 20 عاماً في بنك في كليفلاند عندما خرج في نهاية دوامه يوم جمعة من عام 1969 بحقيبة تحتوي على 215 ألف دولار، أي ما يعادل أكثر من 1.7 مليون دولار اليوم.
لم يتم اكتشاف السرقة إلا بعد بضعة أيام، ولم يشاهَد كونراد مرة أخرى.
قصة سرقة بدأت بفيلم
قالت السلطات إن كونراد كان مهووساً بفيلم The Thomas Crown Affair عام 1968، الذي لعب فيه ستيف ماكوين دور رجل أعمال مليونير يتعامل مع سرقة البنوك على أنها رياضة. أخبر كونراد أصدقاءه بأن أخذ المال من البنك سيكون سهلاً، حتى أنه أشار إلى خطط للقيام بذلك. واعتبرت القضية من أكثر الألغاز غير المحلولة في الولايات المتحدة، ولاحق المحققون خيوطاً في جميع أنحاء البلاد.
كيف انتهت حياته؟
ذهب حراس من كليفلاند إلى بوسطن في وقت سابق من هذا الشهر، وأكدوا أن كونراد كان يعيش "حياة متواضعة" هناك منذ عام 1970، تحت اسم توماس رانديلي وفي ضاحية قريبة من المكان الذي صُوّر فيه فيلم The Thomas Crown Affair.
وبحسب هيئة الحراس الأميركية في المنطقة الشمالية في ولاية أوهايو، "أدت معلومات استقصائية إضافية بالحراس إلى ربط توماس راندل بثيودور ج كونراد".
وأفاد موقع Cleveland.com بأن راندل كانت لديه عائلة، وأصبح محترفاً في لعبة الغولف، وباع سيارات فاخرة و"كان لاعباً أساسياً في بلدة صغيرة". وقد تزوج عام 1982 ورُزق بطفل واحد، ليتوفى لاحقاً عن عمر 71 عاماً
نهاية القصة لتكريم الباحث
قال المحامي الأميركي بيتر إليوت إن والده، نائب الجنرال الأميركي في كليفلاند منذ عام 1969 حتى تقاعده في عام 1990، "لم يتوقف عن البحث عن كونراد وكان يريد دائماً إغلاق حسابه حتى وفاته في عام 2020". وقال إليوت إن الوثائق التي اكتشفها والده في أيام كونراد الجامعية ساعدت في تحديد الهوية، لكنه لم يوضح بالضبط كيف اكتشف أمر رانديلي.
وأضاف في بيان: "آمل أن يستريح والدي عند علمه أن تحقيقه وخدمته مع الحراس في الولايات المتحدة قد أدت إلى إنهاء هذا اللغز المستمر منذ عقود. كل شيء في الحياة الواقعية لا ينتهي دائماً كما هو الحال في الأفلام".
وأشار إلى أن تهم الاختلاس وتزوير السجلات المصرفية لا تزال موجهة ضد كونراد في المحكمة الجزئية الأميركية في كليفلاند، لكن سيتم إسقاطها قريباً.