"حلقات القوة"... الظلمة تغرس مخالبها في العالم

29 سبتمبر 2024
مورفيد كلارك في الموسم الثاني من المسلسل (أمازون برايم)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- عودة سورون وتحديات الموسم الثاني: سورون يعود بدون جيش، معتمدًا على مكره لإنشاء حلقات القوة. الموسم الثاني يغمر الشخصيات في ظلام متصاعد، مع قوى الخير تقاتل للحفاظ على بعضها البعض.

- تحديات الإنتاج والحقوق: الموسم الأول انتهى بصور مثيرة، مع تحديات كبيرة في بناء القصة بسبب قيود حقوق تولكين. أمازون تخطط لمسلسل من خمسة مواسم يركز على العصر الثاني من مغامرات الأرض الوسطى.

- تطور السرد والشخصيات: الموسم الثاني يعزز الهوية السردية الفانتازية، مع تطور شخصيات مثل غالادريل وسورون. تكاليف الإنتاج الضخمة وتصميم الإنتاج الرائع يثيران توقعات كبيرة للموسم الثالث.

لقد عاد سورون. بعد طرده من قبل غالادريل، من دون جيش أو حلفاء، يجب على سيّد الظلام الصاعد الآن الاعتماد على مكره لإعادة بناء قوته والإشراف على إنشاء حلقات القوة، التي ستسمح له بربط جميع شعوب الأرض الوسطى بإرادته الشريرة. بناءً على النطاق الملحمي وطموح الموسم الأول، يُغرق الموسم الثاني من مسلسل "سيد الخواتم: حلقات القوة" (يُعرض على أمازون برايم)، شخصياته الأكثر محبّة وهشاشة في موجة متصاعدة من الظلام، ويتحدّى كل منهم لإيجاد مكانه في عالمٍ يتأرجح بشكلٍ متزايد على شفا الكارثة. من الجان والأقزام، والأوروك والبشر، والسحرة والشياطين، مع بدء تفكك العوالم، تقاتل قوى الخير بشجاعة متزايدة للتمسّك بما هو أكثر أهمية: بعضها بعضاً.
في عام 2022، انتهى الموسم الأول من "سيد الخواتم: حلقات القوة" بصورتين مثيرتين: ثلاثي من الجان يصنعون أول ثلاث حلقات، فيما سورون على استعداد للغوص في الواقع الجهنمي لموردور. أراد مبتكرا المسلسل ج. د. باين وباتريك ماكاي هذا بالضبط: قصة أصل مزدوجة لبناء أهمّ أساسين سرديين مرتبطين بأساطير المسلسل. بالطبع لم يكن الوصول إلى هاتين الصورتين سهلاً. حتى مع بناء عالم متعدد الطبقات يجعل الرحلة إلى الأرض الوسطى ممتعة، كانت المقارنات النوعية والسردية مع الثلاثية الفيلمية الشهيرة "سيد الخواتم" (وبشكل أقل "الهوبيت")، من إخراج بيتر جاكسون، حتمية وطبيعية، ولكنها أيضاً غير عادلة. لأن أمازون تمكّنت فقط من الحصول على حقوق التلفزيون لـ"سيد الخواتم" و"الهوبيت" من ورثة تولكين.
أي الحقوق نفسها التي تمتعت بها شركة "وارنر براذرز" قبل انتهاء نزاعها القانوني الملحمي مع ورثة جون رونالد تولكين في يوليو/ تموز 2017. تكمن المشكلة في أن فكرة ومفهوم "حلقات القوة" يدور حول العصر الثاني من المغامرات في الأرض الوسطى التي رواها تولكين موزّعة بين أعمال، مثل "السيلمارليون" و"حكايات غير مكتملة" و"تاريخ الأرض الوسطى"، بعضها سبق إنجاز ملحمته الأشهر "سيد الخواتم". كل هذه المواد الثمينة لم يتمكّن باين وماكاي من الوصول إليها لأنهما استُبعدا من حقوق الاستغلال الاقتصادي، ما جعل مشروع السرد بأكمله أكثر تعقيداً مما كان متوقعاً. لأن خطط أمازون، في وقت الحصول على الحقوق، كانت - ولا تزال – لمسلسل يتطوّر على مدى خمسة مواسم.
إلى ذلك، يأتي المسلسل، أكثر من مجرد مقدمة مخلصة لعصر جاكسون السينمائي الثالث، روحانياً بشكل فريد على الرغم من إلهامه واعتماده الشديد على المادة الأصلية. النتيجة، بعد الوصول إلى منتصف الموسم الثاني (أيضاً ثماني حلقات)، أن "سيد الخواتم: حلقات القوة" يبدو أنه وجد أخيراً هويته السردية الفانتازية بعد موسمٍ أول من الإعداد والتأقلم، حيث تقدّم بسرعة في وضع أسس حبكة مقنعة لا تخلو من المفاجآت. وهي العملية التي ساعدت أيضاً في حقيقة أن الجمهور نفسه تمكّن من التعوّد والتعاطف مع الوجوه الجديدة للأرض الوسطى.


من الشابة غالادريل (مورفيد كلارك)، وإلروند (روبرت أرامايو)، وسورون (تشارلي فيكرز)، إلى نوري برانديبيد (ماركيلا كافينا)، وأروندير (إسماعيل كروز كوردوفا)، ودورين الرابع (أوين آرثر)، وجيل غالاد (بنيامين ووكر). ولكن قبل كل شيء الغريب الغامض (دانييل ويمان)، الذي لا يترك طوله المثير للإعجاب، في الحقيقة، سوى القليل جداً من المساحة لهويّته الحقيقية. كل ما سبق  يختزنه "حلقات القوة"، الذي على الرغم من بعض الشكوك الأولية في التطوير ربما وجد صوته والطريقة التي يروي بها قصته دون الحاجة إلى الديون والمقارنات.
من الصعب الحديث في هذه المرحلة عما إذا كان المسلسل الضخم - تبلغ تكاليف إنتاج الحلقة الواحدة حوالي 52 مليون يورو - ناجحاً أم لا. لا شكّ أن تصميم الإنتاج رائع وهذا الموسم الثاني يتوسع جغرافياً أيضاً.
تأخذك الشخصيات إلى أماكن جديدة وتزداد المغامرات تعقيداً، على الرغم من ميل السرد أحياناً إلى قصة أصل سيد الخواتم بدلاً من الرغبة في تكوين شيء يخصّه. العديد من خطوط القصة تتضح وتتثبّت، والسؤال حول ما إذا كان المسلسل ناجحاً يحتاج إلى بضع حلقات أخرى للإجابة عنه. سيوضّح الموسم الثالث ذلك.
كما يبدو الموسم الثاني بمثابة تمهيد للمزيد، لأحداث أكبر، وأكثر إغراقاً. يجب الوفاء بهذا الوعد ولا يمكن أن تكون هذه القصة عن "الحلقات" فقط. حتى لو سُمّي المسلسل على اسمها. يحتاج "حلقات القوة" إلى شخصياته التي سيحبّها المتفرجون - غالادريل وأروندير واعدان – وحبكاته الناشزة وصراعه العملاق. من المهم أن ينفصل العرض عن "سيد الخواتم". في موسمه الثاني، يبدو أن "حلقات القوة" يتحرّك في هذا الاتجاه.

المساهمون