استمع إلى الملخص
- أعماله الإخراجية والإنتاجية: خاض تجارب إخراجية في السبعينيات والثمانينيات، منها "عصفور له أنياب". أنتج مسرحية "ريا وسكينة" وكتب فيلماً بعنوان "رحلة لذيذة".
- حياته الشخصية وتأثيرها: تزوج من شمس البارودي وأنجب أربعة أبناء. قرر الاعتزال بعد وفاة ابنه الأكبر، وترك بصمة خاصة في السينما المصرية.
ترك الممثل حسن يوسف (1934 - 2024)، الذي رحل أمس الثلاثاء، ما يزيد على 200 عمل، بداية من أفلام الأبيض والأسود في حقبة الستينيات، حتى آخر أعماله عام 2019 من خلال مسلسل "الضاهر"، إذ قرر الاعتزال نهائياً منذ عامين، حسب ما أكدت زوجته الفنانة المعتزلة شمس البارودي. قالت الأخيرة في تصريحات إن وفاة نجلهما الأكبر، عبد الله، غرقاً في البحر، كانت سبباً في اتخاذ حسن قرار الاعتزال.
بدأ حسن يوسف مشواره مشرفاً فنياً على المسرح المدرسي، وتخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية. ودرس في كلية التجارة عام 1955، وكان محباً للتمثيل حتى اكتشفه في أثناء أدائه دوراً بسيطاً للغاية على خشبة المسرح القومي، الفنان حسين رياض، ورشحه للعمل في فيلم "أنا حرة"، مع الفنانة لبنى عبد العزيز. كان ذلك في نهاية فترة الخمسينيات. قدم يوسف شخصية ابن عمة لبنى عبد العزيز الذي كان يعاني قهراً من معاملة والده. وقدم الدور بمصداقية جعلته وهو في بداية العشرينيات من عمره محط أنظار صناع السينما المصرية، لتأتي فترة الستينيات، ويصبح الممثل الهاوي محترفاً، وقدم بطولات سينمائية مطلقة مع فنانات مثل الراحلة سعاد حسني، التي شاركها العديد من الأعمال، وأدّيا معاً أفلاماً عديدة، منها: "الزواج على الطريقة الحديثة"، و"الثلاثة يحبونها"، و"حكاية جواز"، و"للرجال فقط".
تلفزيونياً، أدّى حسن يوسف عدداً من الأدوار في المسلسلات، مثل "إمام الدعاة"، الذي جسد فيه شخصية محمد متولي الشعراوي. وقدم أيضاً تجارب تلفزيونية دينية واجتماعية، وكان مسلسله "زهرة وأزواجها الخمسة"، الذي قدمه مع الفنانة غادة عبد الرازق، من أكثر الأعمال التي تعرّض بسببها لهجوم شديد، إذ وصفه الجمهور بأنه لا يليق أبداً بفنان أدّى دور الشعراوي.
من أهم أعماله تلفزيونياً، مشاركته في مسلسلات "ليالي الحلمية"، من تأليف أسامة أنور عكاشة، وإخراج إسماعيل عبد الحافظ، وجسد في العمل شخصية توفيق البدري، ومسلسلات "قصة الحي الغربي"، و"الطيور المهاجرة"، و "الإمام النسائي"، و"كلمة السر".
إلى جانب عمله ممثلاً، كانت له تسع تجارب إخراجية هي أفلام "عصفور له أنياب"، و"ليلة لا تنسى"، و"دموع بلا خطايا"، و"اتنين ع الطريق"، و"الطيور المهاجرة"، و"القطط السمان"، و"ولد وبنت والشيطان"، و"كفاني يا قلب"، و"الجبان والحب"، وكانت كل هذه الأفلام في فترة السبعينيات وبداية الثمانينيات، ولم تلق أي نجاح يُذكر.
كذلك كانت له تجارب إنتاجية من خلال مسرحية "ريا وسكينة"، لعبد المنعم مدبولي وسهير البابلي وشادية وأحمد بدير، ومسلسل "إمام الدعاة"، إلى جانب أربعة أفلام أخرى.
كانت له "موهبة" في الكتابة، لكن لم يستثمرها جيداً، واكتفى فقط بكتابة فيلم واحد هو "رحلة لذيذة"، أمام الفنانة نجلاء فتحي، عام 1971. مسرحياً، قدم الراحل عروضاً منها: "هات وخد"، و"تصبح على خير"، و"يا حبة عيني"، و"مقالب سكابان".
عائلياً، تزوج الفنان الراحل في بداية حياته الفنانة لبلبة عام 1964، واستمر زواجهما ثماني سنوات، وانفصلا عام 1972، وقدم الثنائي معاً بعض الأفلام، منها: "آخر العنقود"، و"عجايب يا زمن"، و"بنت بديعة".
في عام 1972، تزوج الفنانة شمس البارودي، وظلت زوجته حتى رحل، وأثمر زواجهما أربعة أبناء، هم: عبد الله، ومحمود، وناريمان، وعمر، وكان هذا الأخير هو الوحيد الذي امتهن التمثيل، التي ورثها عن والدته ووالده.
ومن الأعمال السينمائية التي قدمها يوسف والبارودي: "المجرم"، و"وكان الحب"، و"حب على شاطئ ميامي"، و"شهوة الشيطان"، وغيرها.
الناقد المصري طارق الشناوي، وصف الراحل بعد رحيله، في منشور على "فيسبوك"، قائلاً إنه "جزء حميم من تاريخنا الفني، صاحب بصمة خاصة في فن أداء الممثل منذ النصف الثاني من الخمسينيات. وداعاً لأفضل وأشطر جان خفيف الظل في السينما المصرية". وطالب الشناوي بتكريمه، قائلاً: "لم نكرمه في حياته بما يليق به وما يستحقه، فهل نتدارك الخطأ اليوم؟".
ومن الفنانين الذين شاركوه في مشواره الفنانة نجوى فؤاد، التي قالت في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إنها حزينة للغاية لخبر وفاته، ووصفته بأنه كان واحداً من أعمدة السينما، وبأنه "الولد الشقي". وأكدت أنه كان من أوائل الفنانين الذين يحضرون الاستوديو في موعد التصوير، فشاركته أفلاماً عديدة، منها: "الحب والفلوس"، و"حياتي"، وأشارت إلى أنه ملتزم فنياً للغاية، وكان كل فترة يسأل عنها، خصوصاً أنها ابتعدت عن الفن منذ سنوات.
من ناحيتها، قالت الفنانة سهير رمزي، لـ"العربي الجديد"، إنها تشعر بفاجعة حيال خبر رحيل الفنان حسن يوسف، موضحة أنه زميل عمر طويل وسنوات البدايات في الفن، إذ قدما معاً أفلاماً عديدة، وأضافت: "عشنا أياماً طويلة في الاستوديوهات وبيننا مواقف كثيرة، وحسن كان له معها العديد من مواقف الجدعنة، وكان يمنح المكان الذي يوجد فيه طاقة إيجابية".
كان حسن يوسف وسهير رمزي، قد قدما معاً عدة أفلام، منها: "أنا اللي أستاهل"، و"الحسناء واللص"، و"العالم سنة 2000"، و"دعونا نحب"، و"الشياطين في إجازة"، وغيرها من الأفلام.