حساسية الطعام... عندما يتحوّل الغذاء إلى عبء

06 فبراير 2024
يمكن أن تظهر أنواع جديدة من الطعام لم يعد الجهاز الهضمي يتحملها (Getty)
+ الخط -

تؤثّر حساسية الطعام بجهاز المناعة، ويكفي تناول كمية صغيرة من المأكولات التي تسبب الحساسية حتى يتفاعل الجسد معها بشكل سلبي. لكن حساسية الطعام تختلف عن عدم تحمّل طعام معيّن، وهما حالتان يخلط بينهما كثيرون. إذ إن عدم تحمّل نوع معيّن من المأكولات قد يؤدّي إلى مشاكل في الجهاز الهضمي، ويمكن أن يسبب آلاماً حادة في المعدة وصعوبة في خسارة الوزن.

في حديث مع "العربي الجديد"، تشرح اختصاصية التغذية والخبيرة في العلوم المخبرية الطبية، جويل خير الله، الفرق بين الحساسية وعدم تحمّل الطعام، وكيفية تشخيص كل حالة وطرق علاجها.

بحسب خير الله، فإن الحساسية تتعلق بجهاز المناعة ولها أعراض خطيرة، وأحياناً تستدعي دخول المستشفى في حال عدم التزام النظام الغذائي الصحيح، واتباع علاج طبيّ معيّن.

وتشير إلى أن الحساسية لا يمكن أن يشخصها خبراء التغذية، بل تنصح بمراجعة طبيب حساسية متخصص لإجراء فحوصات مخبرية، مثل الغلوبولين المناعي الخاص بمسببات الحساسية أو ما يعرف بـIGE، إذ إن أعراضها قوية وترتبط بجهاز المناعة.

أما عن عدم تحمّل الطعام، فتشرح خير الله أنه في هذه الحالة لا يستطيع الجهاز الهضمي العمل بنحو صحيح مع نوع معيَّن من الأطعمة بسبب نقص أو غياب الأنزيمات اللازمة.

أسباب عدم تحمّل الطعام وأعراضه

تُعتبَر فحوصات عدم تحمّل الطعام كبطاقة تعرفة صحية لا تتبدل مع الوقت، وما من فترة معينة لإجرائها. يمكن أن تظهر أنواع جديدة من المواد الغذائية لم يعد الجهاز الهضمي يتحملها، أو تختفي أخرى بعد فترة طويلة من الزمن، لكن بعكس ما هو سائد، لا تتبدل تمامًا مع الوقت.

تؤكد خير الله أن اختفاء الأعراض كليًا بعد التوقف عن تناول ما لم يعد الجهاز الهضمي يتحمله لا يعني أن الشخص يستطيع تناول هذا النوع من الطعام بعد فترة.

وتشير إلى أن أعراض عدم تحمّل الطعام ترتبط غالبيتها بالجهاز الهضمي مثل: الإمساك أو الإسهال، ارتداد الطعام، الغثيان، صعوبة في خسارة الوزن، الآلام في المعدة، انتفاخ البطن، والصداع.

طريقة التشخيص

يعاني بعض الأشخاص من صعوبة في خسارة الوزن، بالرغم من ممارسة الرياضة والالتزام بنظام غذائي صحي. هنا، تشير خير الله إلى وجوب طرح علامات استفهام حول عمل الغدد أو بعض المشاكل الصحية، وفي حال عدم ظهور أي مشكلة، يبحث اختصاصي التغذية عن عدم تحمّل الطعام، ولا سيما في حال ذكر الأعراض السابقة. وتشرح أن اكتشاف عدم تحمّل الطعام يُجرى باختبار على عيّنة من الدم يُسمى Food Intolerance Test.

لايف ستايل
التحديثات الحية

اختلاف العلاجات

 يحتاج الجسم في حالات الحساسية إلى أدوية معينة أحيانًا مع اتباع نظام غذائي محدد، وتؤكد خير الله ضرورة استشارة طبيب متخصص في هذا الموضوع.

أما في حال عدم تحمّل الطعام، فالعلاج يقتصر على تعديل النظام الغذائي مع اختصاصي تغذية، وتشير إلى أن التوقف عن تناول الطعام في حال عدم تحمله يضمن اختفاء الأعراض المزعجة.

 وتحذّر خير الله من نقطة مهمة في حالات عدم تحمّل الطعام المرتبطة بالغلوتين، فمن المهم استشارة طبيب المعدة والجهاز الهضمي، إذ يمكن أن تكون الحالة مرضية وتحتاج إلى تشخيص طبي، ولا تقتصر على الفحوصات المخبرية العادية.

طريقة العلاج

 تأتي نتائج اختبار عدم تحمّل الطعام بدرجات مختلفة من الممكن أن تكون مرتفعة أو متوسطة.

تشرح خير الله طريقة علاج عدم تحمّل الطعام بالنظام الغذائي:

  1. إذا أظهر الاختبار أن عدم تحمّل نوع معين من الطعام هو بدرجات متوسطة أو خفيفة، فيمكن إدراج هذا النوع من الأكل ضمن لائحة النظام الغذائي، لكن بكميات قليلة.
  2. عندما يظهر عدم تحمّل نوع معيّن من المأكولات بنسبة مرتفعة، من المهم جدًا التوقف تمامًا عن تناولها للتخلص من كل الأعراض والآلام في الجهاز الهضمي.

وتشير خيرالله إلى أهمية اختيار اختصاصي التغذية المناسب الذي يؤمن التوازن بين ما لا يستطيع الجهاز الهضمي تحمّله من طعام وما يحتاجه الجسم من فيتامينات ومعادن، وبالتالي التخلص من كل مشاكل الجهاز الهضمي، وخسارة الوزن والحفاظ على صحة جسدية سليمة.

 

المساهمون