"حبيبي وبس" لناصيف زيتون: الملحن أم الموزع؟

23 يونيو 2023
لا يبتعد الكليب المصوَّر لـ"حبيبي وبس" عن ذاك الأصلي (2U2C)
+ الخط -

تبقى قضية استنساخ الجمل الموسيقية للأغاني الشغل الشاغل للمستمعين والمتابعين اليوم في عصر المنصات ومواقع البث التدفقي للأغاني، وغيرها من التقنيات التي تسيطر على سوق الغناء في العالم العربي. والواضح أن المستمع يربط، منذ اللحظات الأولى، بين أي أغنية والمناخ الموسيقي لأغنية أخرى. وهذا ما يوقع الملحن في شرك الاستنساخ، والذي يصل أحيانا إلى حد اتهامه بالسرقة.

منتصف الشهر الحالي، أصدر المغني السوري ناصيف زيتون أغنية "حبيبي وبس"، من كلمات إيان نصّوح وألحان سليم سلامة، وتوزيع عُمر صبّاغ، حصدت الأغنية قرابة ثلاثة ملايين استماع في أقل من عشرة أيام. لكن الأغنية بدت نسخة منقحة عن She's Gone، لفرقة Steelheart. صدرت هذه الأخيرة عام 1990، والواضح أن الموسيقى مستنسخة عن الأغنية الغربية من المقدمة إلى النهاية، وحتى الكليب بصورة يطابق ذلك الصادر قبل 33 عاماً.


يرفض الملحن سليم سلامة اتهامه بأنه استنسخ أو استوحى من الأغنية الأصلية. ويقول إن الملحنين "اعتادوا أن يستنسخوا من جملي الموسيقية"، ويؤكد في تصريحات خاصة بـ "العربي الجديد" أنه مسؤول فقط عن الميلودي الخاص بأي لحن يعمل على صناعته، وبعدها لا يعلم ما يطرأ على فكر المغني الذي يولي التوزيع لمتخصص في ذلك.

الواضح أن اللحن الذي صنعه سليم سلامة مختلف بشكل واضح عما تمّ إنجازه في النسخة الأخيرة التي صدرت من "حبيبي وبس". ويبدو بحسب المعلومات أن المغني ناصيف زيتون هو من طلب من الموزع عمر صبّاغ الاستعانة بأغنية فرقة Steelheart لإتمام الأغنية وتنفيذ الجو الموسيقي العام، ضمن التوزيع الواضح أنه مختلف عن نسخة الملحن سليم سلامة الأقرب إلى الطرب الشعبي، وهروبه من موسيقى الروك التي ظهرت في النسخة العربية، لتؤكد جدلية الاستنساخ عن الأغنية الأصلية.

ولا يبتعد الكليب المصوَّر لـ"حبيبي وبس" عن ذاك الأصلي. المخرجة أوديل رحمة قررت أن تستعيد فكرة كليب She's Gone في المقطع الثاني، وتصوير ناصيف زيتون على أنه مغني روك بلباسه وشكله وهندامه الذي ظهر أقرب إلى صاحب النسخة الأصلية، حتى من خلال الآلات الموسيقية (الغيتار والدرامز). يبدو أن المخرجة ظنت أنه بإمكانها استغفال المتابع وتصدير ما هو قديم برؤية جديدة، تقوم على الاختلاف، أو ما يمكن وصفه بالتغيير؛ إذ يبدأ كليب "حبيبي وبس" بخلاف يقع بين رجل وزوجته داخل منزلهما، بوجود طفلهما الذي يستمع إلى الموسيقى.


التعريف بالملحن بحسب المراجع الموسيقية يقول إنه من يختار نغمات الأغنية ومقامها المناسب لمعاني كلماتها، ومن يختار الآلات التي تنفذ اللحن هو الموزع الموسيقي، ويسمى موزعاً لأنه يوزع تنفيذ النغمات على الآلات ويصنع انسجامها، فيقرر شكل الإيقاع المبني للأغنية بشكل عام.

لكن هناك عدد كبير من الملحنين الذين يعملون مع الموزع على إصدار الأغنية بطريقة تتناسب مع رؤية المجموعة. حتى المغني له الحق، أيضاً، في إبداء رأيه الموسيقي بالأغنية تبعاً لخبرته الفنية.

المساهمون