احتجز جيش الاحتلال الإسرائيلي مراسلة التلفزيون العربي كريستين ريناوي والمصور حبيب ديمرجي، لأكثر من 3 ساعات، أثناء التصوير في المنطقة المعروفة بـ"غلاف غزة"، اليوم السبت.
وأكد التلفزيون العربي أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي ضايق المراسلة كريستين ريناوي والمصور حبيب ديمرجي، ثم احتجزهما بعد إجبارهما على إغلاق الكاميرا ووقف البث المباشر، في "إطار منع وصول الحقيقة للعالم".
وبعد أكثر من ثلاث ساعات، أفرج جيش الاحتلال عن طاقم التلفزيون العربي.
وكانت كريستين ريناوي قد أفادت بأنّ قوات الاحتلال داهمت موقعها في كيبوتس بئيري خلال وجودها في مكان يقف فيه الصحافيون عادة لرصد الاستهداف الإسرائيلي الذي يطاول مناطق وسط قطاع غزة، بما في ذلك مخيمَا البريج والمغازي ومدينة دير البلح.
وأضافت ريناوي أنّ "أحد المستوطنين استدعى على ما يبدو قوة تابعة لجيش الاحتلال، سألتنا عمّن منحنا الإذن، وبعد اتصالات قالوا للزميل المصوّر حبيب ديمرجي إنّ عليه إغلاق الكاميرا فوراً ومغادرة الموقع".
وأشارت مراسلة التلفزيون العربي إلى التضييق الممنهج الذي يمارسه الاحتلال على عمل الصحافيين، مذكّرة بأنه "لا يرغب بالتأكيد في أن يرى العالم مشاهد القصف براً وبحراً وجواً على غزة، وما أحدثه من دمار وخراب في القطاع".
كما أفاد مراسل قناة الجزيرة بأنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي يحتجز طاقمها في غلاف غزة (نجوان سمري/ ووائل سلايمة) ويمنعه من مواصلة عمله.
تجدر الإشارة إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تستهدف الصحافيين وعائلاتهم ومقار عملهم، وسط عدوانها المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقد أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أمس الجمعة، ارتفاع عدد الشهداء من الصحافيين جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل إلى 107، عقب استشهاد الصحافي أكرم الشافعي متأثراً بإصابة سابقة.
وأصدر المكتب الإعلامي الحكومي بياناً أفاد فيه بـ"ارتفاع عدد الشهداء الصحافيين إلى 107 صحافيين، منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على غزة، بعد ارتقاء الصحافي أكرم الشافعي، من وكالة الصحافة الفلسطينية صفا". وأوضح أن الشافعي "استشهد متأثراً بجراحه الخطيرة التي أُصيب بها خلال حصار جيش الاحتلال لمجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة".
في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حاصر جيش الاحتلال الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي أياماً طويلة، قبل اقتحامه في الـ15 من الشهر نفسه لمدة تصل إلى 10 أيام، فدمّر أجزاء واسعة منه، وأخرجه عن الخدمة، باستثناء قسم غسيل الكلى الذي عاد إلى العمل في الـ28 من الشهر نفسه.
وفي جنوب لبنان، قتلت القوات الإسرائيلية 3 صحافيين خلال الفترة نفسها، هم عصام العبدالله (رويترز) وفرح عمر وربيع المعماري (الميادين).
كما كان المكتب الإعلامي الحكومي قد قدّر الاعتقالات التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة بأكثر من 2600 معتقل، بينهم 40 من الطواقم الطبية و8 صحافيين.
وتجدر الإشارة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل اعتقال مراسل ومدير مكتب "العربي الجديد" في غزة ضياء الكحلوت، منذ السابع من ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ومنذ ذلك اليوم، انقطعت أخبار الكحلوت بشكل نهائي، ورفض الاحتلال الكشف عن مكان اعتقاله أو إعطاء أي تفاصيل عن وضعه الصحي. وتجاهل الاحتلال كل المطالبات الدولية للإفراج عن الكحلوت، خصوصاً في ظل تدهور وضعه الصحي، بحسب ما نقله فلسطينيون اعتقلوا معه، ثم أفرج عنهم لاحقاً وأعيدوا إلى قطاع غزة.
وأفادت لجنة حماية الصحافيين، ومقرّها الولايات المتحدة، بأنّ الأسابيع العشرة الأولى من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة هي "الحرب الأكثر دموية على الإطلاق بالنسبة إلى الصحافيين"، مع تسجيل أكبر عدد من الشهداء الصحافيين خلال عام واحد في مكان واحد. وأشارت لجنة حماية الصحافيين إلى أنها "قلقة على وجه التحديد إزاء وجود نمط واضح لاستهداف الصحافيين وأسرهم من الجيش الإسرائيلي".