أفضى تحقيق إلى أن المذيع التلفزيوني جيريمي كايل، مقدم برنامج The Jeremy Kyle Show البريطاني، "ربما تسبب أو ساهم في" وفاة ضيف يشتبه في أنه قتل نفسه بعد إخفاقه في اختبار كشف الكذب خلال البرنامج، ما أثار ضجة واسعة في الإعلام البريطاني العام الماضي.
وعُثر على ستيفن دايموند ميتاً في 9 مايو/أيار 2019 بعد أسبوع من مشاركته في تصوير حلقة من البرنامج تدور حول موضوع الخيانة الزوجية. وظهر دايموند (63 عامًا) بعد اتّهام خطيبته له بخيانتها، وانفصلت عنه لاحقاً. وتم توقيف
ونقلت "ذا غارديان" عن الطبيب الشرعي، جيسون بيغ، أنه جعل كايل "متهماً"، قائلاً إن المقدم "ربما تسبب في وفاة ديموند أو ساهم في موته". وأضاف: "قد يبدو من السخف ألا يدلي كايل بشهادته لإعطاء رأيه في الموقف".
وقالت محامية عائلة دايموند، كاويلفيون غالاغر، لجلسة الاستماع في وينشستر، إنه أمسى "حزيناً" بعد أن فشل في اختبار كشف الكذب. وأوضحت أنه شارك في البرنامج "لإثبات إخلاصه" وقال: "دفعت وضغطت لكن كل شيء سار بشكل خاطئ"، وبعد إعلان النتيجة أثناء التصوير "وُجّهت إليه صيحات الاستهجان والاستهزاء".
وتابعت أن مقدم البرنامج "وصفه بالفشل"، وحتى عندما كان "على وشك الانهيار، كان لا يزال يتعرض للمضايقة". وأشارت غالاغر إلى أن دايموند حاول الخروج من باب جانبي لكنه وجده مغلقاً، وأضافت: "لم يستطع الهروب من المضايقة. كان على يديه وركبتيه لأنه كان يعتقد أنه سيفقد الوعي من التوتر".
وأضافت أن حالته الصحية كانت معروفة من قبل طاقم البرنامج، مع رسالة تم إرسالها إلى مجموعة "واتساب" تقول: "فقط لكي تعرفوا، لا يزال يبكي، لقد قال للتو إنه يتمنى لو مات". وأضافت غالاغر: "بينما كان لا يزال في البرنامج، في غضون دقائق، كان يتحدث عن تمنيه لوفاته". وتابعت المحامية إن كايل أدلى ببيان قال فيه إنه "لم يتصرف بطريقة تحريضية"، لكنها قالت: "نحن نختلف في ذلك".
وكان البرنامج هو الأكثر شعبية بين البرامج النهارية في قناة ITV البريطانية، حيث بلغ متوسط عدد المشاهدين مليون مشاهد ونال حصة 22 في المئة من الجمهور. وتم بث أكثر من 3000 حلقة منه على مدار 14 عاماً. وقررت قناة ITV البريطانية إيقاف البرنامج بعد هذه الحادثة، لكنّ كايل بقي يعدّ برامج عليها.
وفي مايو/أيار من العام الماضي أيضاً، كشفت الصحافة البريطانيّة عن وفاة 3 ضيوف مشاركين في برنامج الإعلامي جيريمي كايل. فعدا عن العثور على ستيفن دايموند ميتاً بعد أيام من تسجيل حلقة في البرنامج، انتحرت سيدة كانت ضيفة في برنامج دردشة يقدّمه جيريمي كايل، عام 2005، بعد ستة أيام من ظهورها. وقضت إيريكا باوسون على حياتها (36 عاماً حينها)، بعدما اتّبع زوجها نصيحة كايل، منهياً زواجهما المستمر لـ18 عاماً.
كما تم الكشف أيضاً عن أنّ رجلاً آخر، هو الملاكم السابق بول مكارثي (31 عاماً)، قتل نفسه بعد 3 أشهر من الظهور في برنامج كايل على ITV عام 2014. ووصف والده كيفن مكارثي (62 عاماً)، البرنامج بأنّه عار. وقال لصحيفة "صنداي ميرور" العام الماضي إن ابنه توفي بعدما بدأ برنامج إعادة التأهيل الذي قدّمه كايل.
ولطالما كانت أجهزة كشف الكذب من الفقرات المنتظمة في البرنامج، والتي غالباً ما أحدثت نزاعات بين الأحباء وأفراد الأسرة. وقال النقاد إن البرنامج يضع الأشخاص الضعفاء، الذين غالباً ما يعانون من إدمان ومشاكل صحة عقلية، على منصة عامة، ما يجعلهم على مستوى من الهشاشة قد لا يتوقعونه.
وفي يوليو/تموز من العام الماضي، اقترحت هيئة تنظيم وسائل الإعلام البريطانية "أوفكوم" Ofcom إضافة قاعدتين إلى قانون البث الحالي، لحماية الأفراد الذين يشاركون في برامج تلفزيون الواقع. وإضافة إلى مطالبة المنتجين باحترام كرامة المشاركين، يتعين على المذيعين أيضاً التأكد من أن "الجمهور لن يعاني من ضغوط أو قلق غير مبرر عن طريق المشاركة في البرامج أو بثها".