جوائز هيئة الترفيه السعودية... للمحظيّين فقط

31 يناير 2022
شاركت نانسي عجرم في الحفل (حساب نانسي عجرم الرسمي/تويتر)
+ الخط -

ليس الانفتاح السعودي الأخير على عالم الترفيه والفنون في العالم العربي، إلّا خطة متكاملة تعبّر عن استغلال السلطة السياسية لمنبر تلفزيوني هو مجموعة قنوات شبكة MBC، والتي لها شهرتها في العالم العربي. ولا نبالغ لو قلنا إنّ مجموعة MBC صارت في السنوات الأخيرة "روبوت" تحت خدمة ما يعرف بهيئة الترفيه السعودية، والتي تشكل جزءاً من سياسة الانفتاح داخل المملكة، وذلك من أجل التسويق للفعاليات الفنية. 
قبل أيام، أقيم في العاصمة السعودية الرياض حفل جوائز Joy Awards. كوكبة من أبرز النجوم في العالم، يتقدّمهم الممثل الأميركي المشهور، جون ترافولتا، حضروا الحفل الذي نظّمته MBC بالاتفاق مع هيئة الترفيه السعودية. 
كانت واضحة سيطرة سياسات هيئة الترفيه على الحفل منذ اللحظات الأولى، خصوصاً لناحية الانحياز إلى الإنتاج السعودي المحلي. وهذا حقّ للهيئة التي تستفيد من إصرار الفنانين السعوديين على الفوز بالجائزة، والقول على منصّات التتويج بأنّ ما يجري في المملكة الآن هو شيء جديد، وكان قبل وقت مجرّد حلمٍ، بل ضربا من الخيال. الحلم الذي تحقق على يد المستشار تركي آل الشيخ. 
من جهة أخرى، وبقدر ما تحاول MBC تطبيق سياسات هيئة الترفيه، بقدر ما يبدو المشهد مصطنعاً، إذْ يبدو مجرّد ترويجٍ للنافذين في المحطة. ومن دون أدنى شك، وجدت الهيئة في تأميم المحطة الأشهر عربياً وتحويلها إلى أداة ترويجية؛ منحازة طبعاً، خير سند، إذ يتم التركيز على مجموعة معيّنة من الفنانين في العالم العربي من دون سواهم، وهذا ما يدحض ادعاءات الحيادية والاعتدال لدى MBC، وهو ما ظهر واضحاً في حفل جوائز Joy Awards. 
مجموعة الفنانين "المحظوظة" أو المحظيّة، محدودة، محمد عبده وأحلام ونانسي عجرم وإليسا. هذه القلة القليلة التي نراها دوماً في كلّ الحفلات التي تقام داخل المملكة منذ سنتين، حضروا المهرجان التكريمي الذي احتل مساء يوم الخميس الماضي كلّ مواقع التواصل الاجتماعي، ونقل عبر محطات MBC الأربع على الهواء مباشرة. حصد الحفل في نفس الوقت الكثير من الانتقادات من قبل المتابعين الذين تحدّثوا عن الأخطاء الفادحة في جهة التقنيات والبث المباشر، وكذلك فائض المديح الذاتي الذي سيطر على الحفل. 

لا شكّ أنّ بعض الوجوه المحلية السعودية تستحق التكريم، كما هي الحال مع الممثلة إلهام علي، والتي حققت انتشاراً واسعاً في مسلسلها "اختطاف" من سيناريو أماني السليمي وإخراج مارك إيفرست. وكذلك اللفتة إلى بعض الرياضيين السعوديين مفهومة أيضاً، لكنّ ما لا يُفهم هو علاقة الإنتاج العربي، بالمعنى العام، مع جائزة أعدّت خصيصاً للسعوديين. وكيف تم الجمع بين خليط من الدراما والغناء والرياضة وصولاً إلى جون ترافولتا، وأخيراً خلق مساحة من أجل تكريم بعض الفنانين الراحلين مثل سمير غانم ودلال عبد العزيز. 
كلّ ذلك حصل في ليلة واحدة، من دون قاعدة واضحة. من الواضح أنّ المنظمين اهتموا بالدرجة الأولى بالرعاية التجارية، وذلك يتنافى مع قيمة الجائزة المزعومة، والتي من المفترض أن تراعي المعايير لناحية حضور الخبراء والتصويت الشفاف وكيفيّة فرز النتائج.

المساهمون