بعدما منع من العزف في دمشق، بسبب عدم وصول "الموافقة الأمنية"، أوضح عازف الكمان اللبناني ــ الفلسطيني جهاد عقل في حديث مع "العربي الجديد" أنه تلقى دعوة من صديقه الفنان ربيع بغدادي كضيف شرف لأمسية فنية على خشبة مسرح الحمرا في العاصمة السورية، وأن لا علاقة لوزارة الثقافة السورية بهذه الدعوة "كنت معززاً مكرماً بين أصدقائي الموسيقيين وإدارة المسرح ولم أكن حبيساً في المسرح".
وجاء حديث عقل رداً على قول إعلاميين سوريين إنه انتظر ساعتين في كواليس المسرح بانتظار وصول "الموافقة الأمنية"، التي لم تصل، فعاد إلى لبنان من دون أن يصعد إلى خشبة المسرح.
وقال عقل إن كونه لبنانياً من أصول فلسطينية ويحمل جواز سفر أردنياً لا يعطي الموضوع أبعاداً سياسية "لأن الفن والسياسة لا يتشابهان بالنسبة لي"، مشيراً إلى أن ما أحزنه هو "أنني لم ألتق بجمهوري الحبيب الذي ملأ الصالة حتى الوقوف".
وتوجه عقل بالشكر إلى وزيرة الثقافة السورية لبانة مشوح "على كرم أخلاقها ومحبتها لي شخصياً لأنها ألغت موعداً لها للاستمتاع لموسيقاي". كذلك شكر الفنان ربيع بغدادي ومدير المسارح عماد جلول ونقيب الفنانين السوريين محسن غازي والفرقة الموسيقية بقيادة نزيه أسعد. واعتبر عقل أن ما جرى لم يكن خطأً متعمداً، ولا يستوجب تالياً الاعتذار، وذلك رداً على الاعتذار الذي قدمه له مدير المسارح والموسيقى في سورية عماد جلّول.
ونفى جلول في اعتذاره، الذي نشره موقع تلفزيون "الخبر"، أن يكون عقل قد دعي من جانب وزارة الثقافة لدى النظام السوري أو مديرية المسارح والموسيقى، معتبراً أن "رعاية الوزارة تعني الرعاية للحفل الغنائي الموسيقي فقط"، ومشيراً إلى أن عقل "لم يبقَ في الكواليس ساعتين، بل رحّبتُ به وبضيوفه، وتقبل اعتذاري برحابة صدر لأنه فنان محترم ومُحب، على أن تعاد استضافته في حفل خاص به".
وأوضح جلّول أن المغترب السوري – البرازيلي الفنان ربيع بغدادي هو من رتّب كل أمور الحفل الغنائي الموسيقي الذي أُقيم للمايسترو نزيه أسعد، ووجه دعوة لعازف الكمان عقل كضيف شرف في حفلته، لما يربطهما من صداقة، وتكفل باستضافته على نفقته الشخصية واستكمال الإجراءات، و"علمنا بحضور عقل في الأوقات الأخيرة بعد مراجعة بغدادي لنقابة الفنانين واستكمال طلب الاستضافة".
وكان صحافيون سوريون قد كتبوا على مواقع التواصل الاجتماعي أن وزارة الثقافة التابعة للنظام دعت إلى هذا الحفل الذي كان فيه جهاد عقل ضيف شرف، لكنه بقي في الكواليس ولم يصعد إلى المسرح، لأن الموافقة الأمنية على مشاركته لم تصل.
وقال الصحافي السوري المقيم في دمشق يعرب العيسى متهكماً إن "عزف جهاد عقل على الكمان قد يهدد الأمن القومي، ويجب التأكد من ذلك من قبل الأجهزة الأمنية، حتى لو كان بعد الحفل نفسه". واختتم بالقول إن "جلوس جهاد عقل في الكواليس ساعتين ثم العودة لبيروت خائباً، هو ما يجرح الكرامة الوطنية، وليس اعتذار أسامة الرحباني وهبة الطوجي عن إقامة حفل قد يقضيانه في الكواليس"، في إشارة إلى قرار وزارة ثقافة النظام مؤخراً بمعاقبة كل من الرحباني وطوجي ومنعهما من دخول سورية مدى الحياة بسبب إلغائهما حفلين في دمشق في شهر مارس/ آذار الماضي.
وانتقد إعلاميون وقانونيون موالون ومعارضون هذا التدخل الفظ من جانب أجهزة الأمن في أبسط التفاصيل اليومية، كما انتقدوا وزارة الثقافة لدى النظام التي أكدوا أنها هي التي دعت الموسيقار للحفل دون أن تؤمن لهم الموافقات المطلوبة، وهي أدرى بها، وليس الضيف.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
