رفض مالك العقار الذي كانت تقيم فيه الفنانة القديرة الراحلة شادية في شارع شارل ديغول بمحافظة الجيزة، ويحمل اسم عقار شفيق، أن يضع لافتة تحمل اسمها ضمن مشروع "عاش هنا"، معتبراً أن هناك من هو أحق بشادية لوضع لافتة له.
القضية أثارت جدلاً بين المصريين، وخاصة أن عمارات عديدة كان يسكن فيها الفنانون والأدباء، وضعت لافتات على واجهة العمارات من دون أي رفض أو تحفظات.
الفنانة التشكيلية ناهد شاكر، ابنة شقيق الفنانة الراحلة، قالت في تصريحات تلفزيونية على القناة الأولى المصرية، مساء أمس السبت، إن ما حدث يدعو للحزن، وتساءلت: "هل إلى هذا الحد هناك أشخاص قلوبها سوداء؟"، موضحة أنها لا تعرف نية صاحب العقار، لأن العمارة معروفة باسم "شادية"، وليس عمارة "شفيق". وأشارت إلى أنها كانت تقيم مع عمتها شادية، وكانت تلمس صدق علاقاتها مع جيرانها.
وعن تبرير صاحب العمارة لرفضه وضع اللافتة، قالت ناهد إن التعامل معه انقطع تماماً، لأن الشقة التي كانت تسكن فيها شادية كانت بنظام الإيجار، لا التمليك، لذا عادت مرة أخرى إليه.
أما الناقد طارق الشناوي، عضو لجنة التنسيق الحضاري "صاحبة مشروع عاش هنا"، فقال في البرنامج نفسه، إن لافتة "عاش هنا" لا تمنح فقط للفنانين، بل لكل من أعطى لمصر. وأوضح أن مالك العقار لم يرفض شادية بشكل صريح، بل قال إن هناك شخصيات مهمة أيضاً تقيم في العمارة، مؤكداً أنه للأسف هناك نظرة للفنانين لا تمنح للفن والفنانين قيمتهم، لأن رفض وضع لافتة بأسماء الفنانين تكرر من قبل مع الفنان الراحل محمود رضا، وأن هناك حججاً عديدة يبتكرها بعض أصحاب العقارات لرفض وضع اللافتات.
وأشار إلى أن هناك حالة دهشة من الرفض، خاصة أن الدولة ليس مطلوباً منها وضع قانون يلزم أصحاب العقارات بوضع لافتات للمشاهير، لأن هذا الشيء لا بد أن يكون نابعاً من الإحساس نفسه ولا بد من تغيير النظرة إلى الفنانين من طريق وسائل الإعلام.
ويهدف مشروع "عاش هنا" الذي دشنه الجهاز القومي للتنسيق الحضاري في شهر يوليو/ تموز من العام الجاري 2020 إلى تخليد أسماء المبدعين في كل المجالات السياسية والاقتصادية والفنية والأدبية، من خلال وضع لافتة تحمل تطبيقاً إلكترونياً يضم معلومات عن كل مبدع. وتضع اللافتة التي تحمل الاسم والعنوان على باب منزل الشخصية ليشاهدها كل من يمر بجوار منزله. وتتكون أعضاء لجنة "عاش هنا" من الدكتور عماد أبو غايى، وأحمد عنتر مصطفى، وجمال الشاعر، وخالد الخميسي، وطارق الشناوي، وطارق والي، وعلي أبو شادي، والمهندس محمد أبو سعدة، ومحمد الكحلاوي، ومحمد عفيفي، وياسر منجي، والسفير يسري القويض.
توفيت شادية في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2017 عن عمر 86 عاماً. وكانت قد أعلنت اعتزالها الفن عام 1984 بعد أن تجاوز رصيدها 112 فيلماً بجوار 650 أغنية متنوعة بعضها وطني والكثير منها عاطفي ضمن معظم أفلامها، و قدمت آخر أفلامها "لا تسألني من أنا" عام 1984 بعد مشاركتها في المسرحية الوحيدة التي ظهرت فيها على خشبة المسرح "ريا وسكينة" مع الممثلة سهير البابلي.