جائحة كورونا تربك حفلات توزيع الجوائز في العالم العربي

05 فبراير 2021
من حفل "موركس دور" في دورة سابقة (Sky-High)
+ الخط -

قبل أيام، أعلنت إحدى المنصات الإلكترونية عن فوز مسلسل "العميد"، كتابة وإخراج باسم السلكا، بجائزة أفضل عمل درامي لسنة 2020، في الوقت الذي لم تعد تجد فيه الفعاليات وحفلات الجوائز السنوية للأعمال الفنية مكانها على الخريطة، والسبب هو انتشار فيروس كورونا الجديد.

تشكل الجوائز الفنية في لبنان والعالم العربي هاجساً لدى منظمي أو مؤسسي هذا النوع من الفعاليات. ودرجت في السنوات الأخيرة محاولات لتعزيز هذا النوع من الأنشطة التي تتخذ من فنون الغناء أو التمثيل مبرّراً للخروج إلى الضوء، تماماً كما هو حال جائزة "موركس دور" اللبنانية التي طوت عامها العشرين وغابت في 2020 بسبب جائحة كورونا.

وعلى الرغم من ما تثيره "موركس دور" من جدل واسع حول المعايير أو أحقية توزيع الجوائز والتقييم الفنّي السنوي، فلم يكلف القائمون على الجائزة أنفسهم الاستعانة بالمواقع أو المنصّات الإلكترونية لإبقاء التقليد السنوي فعالاً، كما فعل بعض منظمّي أو مؤسسات الجوائز الفنية، وهذا ما يؤكد أن الهدف من وراء كل هذه الجوائز هو الأرباح التي كان يحققها هؤلاء المنظمون عن طريق الإعلانات والرعاية التجارية التي تفرض نفسها بسلاح المال، وأحياناً قلب النتائج وفق المصالح التي تربط أصحاب الجائزة بالمؤسسات التجارية الداعمة للمهرجان.

وغابت أيضاً جائزة "بياف" التي بدأت قبل سنوات بمنافسة شقيقتها "موركس دور" للأسباب نفسها، فيما اعتمدت على حفل سنوي يقام في دبي، ويحمل اسم مهرجان "ضيافة" (نوفمبر/ تشرين الثاني 2020). ووزعت مجموعة جوائز لا بأس بها على المشاركين، ومعظمهم من ذوي النشاط التجاري والعملي والأعمال الخيرية التي تفضل الضوء كهدف للشهرة.

في القاهرة، لم تغب الفعاليات الخاصة بالجوائز، إذ أقيمت معظم المهرجانات السينمائية في موعدها المحدد، وخرجت بعض الجوائز لأعمال لم تثر الاهتمام في ظل تغليب "الهوامش" وعروض الأزياء طيلة أيام المهرجان. هذا إلى جانب تلقُّف بعض المواقع الصحافية مجموعة من تصريحات الفنانين والممثلين من على السجادة الحمراء، وبثها لمزيد من الجدل حول مشاركة هؤلاء في المهرجانات، وآرائهم الخاصة في مواضيع مثل كورونا والأزياء وغيرها.

في المغرب العربي أقيمت بعض الفعاليات الخاصة على المواقع البديلة، وتبادل الفنانون والصحافة المعلومات والنتائج حول المرشحين والفائزين في استفتاءات جرى الإعلان عنها عبر تطبيقات وشبكات التواصل الإلكترونية، كمهرجان الفيلم القصير والشريط الوثائقي في الرباط الذي أقيم إلكترونياً، وشهد تفاعلاً جيداً لجهة الالتزام بالأعمال، واختيار مجموعة من الاختصاصيين في مجالات السينما والدراما والصحافة.

هكذا، تفقد الجوائز جزءاً من أهميتها بسبب جائحة كورونا في معظم الدول العربية. والواضح أن اتجاهات كثيرة ستتغير قريباً لجهة هذا النوع من الأنشطة الفنية بعد تراجع الفيروس المتوقع خلال عام، لتبقى أسئلة كثيرة تدور في فضاء يتغير كثيراً، أمام تراجع واضح لإنتاج الأعمال الفنية التي تستحق الدخول في مثل هذا النوع من المسابقات والفوز بالجائزة.

المساهمون