ثنائيات سعد لمجرّد

08 يونيو 2022
اعتُقل لمجرّد أكثر من مرة على ذمة قضايا تحرش واغتصاب (بوريس هورفات/فرانس برس)
+ الخط -

مساع عدة يبذلها المغني المغربي، سعد لمجرّد، لتغطية فضائح العنف الجسدي والاغتصاب التي طاولته في فرنسا وأميركا والمغرب، منذ عام 2010.
أحدث هذه المساعي التعاون المشترك الذي جمعه مع الفنانة اللبنانية إليسا؛ إذ طرحا "ديو" غنائي بعنوان "من أول دقيقة" (كلمات أمير طعيمة وألحان رامي جمال). تخطى الفيديو كليب عتبة الـ 100 مليون مشاهدة منذ لحظة إصداره، قبل نحو شهر. واجه هذا التعاون انتقادات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، وعدد من المواقع الفنية والصفحات النسوية الخاصة. لم تسلم إليسا من تلك الانتقادات، ولا سيما أن للفنانة اللبنانية جولات وتصريحات كثيرة، حاربت من خلالها مسائل العنف الأسري والاغتصاب، وغيره من مواضيع اعتاد عليها جمهورها، الذي ينظر إليها كواحدة من المؤثرين في قضايا النساء وحقوقهن في المجتمع العربي.
هذا التعاون ليس منوطًا بمسائل مبهمة، تدفع لتساؤلات حول قرار إليسا بالتعاون مع فنان ملاحق بأكثر من أربع قضايا اغتصاب. وقد أشارت "العربي الجديد" إلى ذلك، في مقالة خاصة، تشرح أسباب هذا التعاون.
لكن، من جهة لمجرّد، جميع المعطيات تشير إلى استغلاله لاسم الفنانة ومكانتها في المجتمع الفني، وحجم قاعدتها الجماهيرية التي يمكن استثمارها لغايتين؛ الأولى رفع نسب المشاهدة والمتابعة. إذ اعتادت اعمال لمجرّد على تحطيم الأرقام القياسية في عدد المشاهدات، مثل "المعلم" و"إنت باغية واحد". إلا أن جملة الاتهامات التي لاحقته، وسُجن على إثرها لأكثر من مرة في باريس وأميركا عامي 2016 و2017، وانتقاله بين محاكم الجنايات، كانت أسباباً كفيلة لهزّ قاعدته الجماهيرية وخفوت ضوئه بين معجبيه ومتابعيه، ورفضه في المحافل الفنية والمهرجانات الغنائية العربية. الغاية الثانية، فلتلميع صورته وإظهار حسن نواياه وإعادة تعويمه فنياً على حساب اسم فنان آخر، ما يساعد أيضاً في رفع حظوظه لتحسين علاقاته الفنية وخلق مساحات تعاون جديدة يتطلع إليها.
لم يكن تعاون المجرد وإليسا هو الأول من نوعه. في نسخة مطابقة تماماً عن هذا التعاون، نتذكر العمل الغنائي الذي جمعه بالممثل والمغني المصري محمد رمضان عام 2019، في فيديو كليب "انساي". حققت هذه الأغنية نجاحاً كبيراً في مصر والعالم العربي. إلا أن هذا التعاون لم يسلم، كذلك، من تعليقات المتابعين والجماهير. وقد لاقى استهجاناً كبيراً بين الأوساط الفنية والحقوقية.

نجوم وفن
التحديثات الحية

بدوره، شرع لمجرّد بعد هذا التعاون لفتح مسارات متعددة في مسيرته اللاحقة؛ إذ أصدر عدداً من الأغنيات المنفردة، لكنها لم تحقق له أي نجاح يُذكر، مثل "يخليك ليلي"، و"نادي يا الله". بعدها، عمد إلى اتباع خطط إنتاجية، تعيد له حضوره ومكانته داخل وطنه الأم.
من جهة أخرى، دخل لمجرّد إلى السوق المغربية، في رهان جديد على مشاركة فنانين من أبناء جلدته، واستقطابهم لإصدار أعمال جديدة، كان من بينها أغنية "آسف حبيبي" التي طرحها بالتعاون مع فرقة الراب المغربية "فناير" في عام 2020. وقد استعمل لمّجرد في هذه الأغنية، أداوت غنائية ساهمت الفرقة في توصيفها، وذلك بالاعتماد على الألحان والأهازيج المغربية الشعبية، وهي لا تختلف عن الأدوات التي اتبعها في أغنية "سلام" المنفردة، والتي صدرت قبل هذا التعاون بنحو عام. جمع المجرد بين الألحان الشعبية المقدمة على طريقة التراث الأمازيغي وبين الإنكليزية. اختياره لهذه الأنماط والأشكال الغنائية، يبدو مقصوداً ومدروساً لرفع مستوى حضوره داخل السوق الفنية المحلية.

المساهمون