"تيك توك" يعكس الدعم العالمي لفلسطين

13 ديسمبر 2023
يدعو مشرّعون في الولايات المتحدة إلى حظر "تيك توك" (Getty)
+ الخط -

بينما يُتّهم "تيك توك" بأنه "ينشر" معاداة السامية و"الانحياز إلى فلسطين"، تؤكد الدلائل بوضوح أن محتوى التطبيق المؤيد لغزة وفلسطين لا يعدو كونه انعكاساً لتأييد العالم لأصحاب الحق. 

وخلال الشهر الماضي، حاولت "تيك توك" طمأنة قادة الأعمال والمؤثرين والمنظمات اليهودية بأنها لا تروج للخطاب المعادي لإسرائيل أو معاداة السامية على منصتها.

والتقى الرئيس التنفيذي، شو تشو، المديرين التنفيذيين في "تندر" و"فيسبوك" ورابطة مكافحة التشهير، من بين آخرين، لمناقش مراجعة المحتوى والمعلومات المضللة، فيما أجرى رئيس العمليات مكالمة فيديو خاصة مع أكثر من اثني عشر مؤثراً ومشهوراً في "تيك توك". 

وجاءت الاجتماعات بعد أسابيع من اتهامات المشرعين بأن "تيك توك" كان يدفع بمقاطع الفيديو المؤيدة لفلسطين إلى صفحات For You للمستخدمين، ما أدى إلى تلقين الشباب الأميركي عقيدة ضد دولة إسرائيل.

نفى "تيك توك" هذه الادعاءات، وكتب أن وسم #standwithisrael حصل على 46 مليون مشاهدة في الولايات المتحدة بين 7 و31 أكتوبر/ تشرين الأول، ما يجعله أكثر شعبية بمرة ونصف من وسم #standwithpalestine، الذي حصد 29 مليون مشاهدة.

ومع ذلك، فإن مجموعة من أعضاء الكونغرس، ومعظمهم من الجمهوريين، الذين دعوا منذ فترة طويلة الولايات المتحدة إلى حظر "تيك توك"، استخدموا الحرب على غزة لإعادة التعبير عن ضغائنهم ضد التطبيق. وكتب السيناتور ماركو روبيو على موقع إكس: "تيك توك أداة تستخدمها الصين لنشر الدعاية بين الأميركيين، والآن تُستخدَم للتقليل من أهمية إرهاب حماس".

لكن ورقة نشرها موقع فوكس أكدت أن "تيك توك" لا تعلّم الشباب التضامن مع فلسطين بل فقط يعكسه. 

فلسطين في قلب الشعب الأميركي أكثر من أي وقت مضى

من بين مستخدمي "تيك توك" النشطين شهرياً في الولايات المتحدة، الذين يقدر عددهم بـ 80 مليوناً، تراوح أعمار حوالى 60 في المائة منهم بين 16 إلى 24 عاماً، و26 في المائة آخرون تراوح أعمارهم بين 25 و44 عاماً.

يعني هذا أن "تيك توك" تطبيق يهيمن عليه الشباب، وهي الفئة العمرية التي تتعاطف في الولايات المتحدة مع فلسطين.

وقبل عملية طوفان الأقصى التي نفذها المقاومون الفلسطينيون في 7 أكتوبر، كان الأميركيون قد بدأوا بالفعل في التعاطف بشكل أكبر مع القضية الفلسطينية. وهذا العام وللمرة الأولى، قال الديمقراطيون إنهم أكثر تعاطفاً مع الفلسطينيين (49 في المائة) من الإسرائيليين (38 في المائة)، وفقاً لاستطلاع لمؤسسة غالوب أجرته في ربيع 2023.

وأدت الحرب إلى تزايد دعم فلسطين، فمن منتصف أكتوبر إلى منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، قفز الدعم لفلسطين بين الناخبين الشباب من 26 في المائة إلى 52 في المائة، وفقاً لاستطلاع أجرته جامعة كوينيبياك.

ودعم إسرائيل هو الأدنى بين الشباب الأميركيين، إذ يدعم 42 في المائة الفلسطينيين و40 في المائة يؤيدون الإسرائيليين.

والانقسام حول إسرائيل آخذ في الاتساع، كما يظهر ذلك في الانقسامات الكبيرة داخل المؤسسات الثقافية والإدارة في عهد الرئيس جو بايدن الذي واصل دعمه لإسرائيل وإرسال الأسلحة إليها. 

"تيك توك" يعكس التضامن مع فلسطين

بناءً على الأرقام أكد "فوكس" أنه ليس من المفاجئ أن تظهر مقاطع الفيديو المؤيدة لفلسطين على صفحات "من أجلك" الخاصة بالكثير من المستخدمين.

ويتابع نحو ثلث البالغين تحت سنّ الثلاثين الأخبار بانتظام على التطبيق، وكانت الحرب على غزة إلى حد بعيد أكبر قصة إخبارية في العالم خلال الشهرين الماضيين.

ورداً على الادعاء أن "تيك توك" هو المسبّب لرفع حالات معاداة السامية، قال تحليل "فوكس" إن حالات معاداة السامية وكراهية الإسلام على حد سواء ارتفعت كثيراً على شبكة الإنترنت وفي الحياة الواقعية في أعقاب "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي، إلا أنها لا تشكل غالبية المحادثات عن الحرب على الإنترنت.

وأوضحت الورقة أن مقاطع فيديو عدة مؤيدة لفلسطين من التي اكتسبت جاذبية كبيرة هي دعوات للعدالة أو انتقادات للصهيونية والاحتلال، بما في ذلك من اليهود أنفسهم.

هذا وكان العدوان على غزة حافزاً لقراءة المزيد عن تاريخ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وفي أثناء كل هذا، وبدلاً من اعتبار شعبية المحتوى المؤيد لفلسطين بمثابة مؤشر لمواقف الشباب، يواصل الأشخاص في السلطة إلقاء اللوم على المنصات نفسها.

المساهمون