دخل العاملون في "كاكتوس برود"، وهي شركة مصادرة مختصة في الإنتاج التلفزيوني لقناة "قرطاج +" الخاصة، في إضراب عام عن العمل بداية من اليوم الخميس.
سبب الإضراب، وفقاً لتصريح وليد بورويس، أحد الصحافيين العاملين في الشركة، يعود إلى مماطلة السلطات التونسية في إيجاد حلول عملية للمشاكل المالية التي تعاني منها الشركة، حيث عجزت عن تسديد رواتب العاملين فيها المقدر عددهم بـ150 عاملاً بين صحافيين وتقنيين وموظفين.
وكان العاملون في الشركة دخلوا في اعتصام مفتوح منذ 15 يوماً، لكن الحكومة التونسية لم تستجب لمطالبهم الاجتماعية، مما دفعهم إلى الدخول في إضراب عام مفتوح حتى تسوية وضعيتهم.
و"شركة كاكتوس برود" للانتاج التلفزيوني هي شركة صادرتها الدولة التونسية بعد الثورة التونسية سنة 2011، إذ كانت ملكيتها تعود إلى بلحسن الطرابلسي الفار في فرنسا، شقيق ليلى بن علي زوجة الرئيس التونسي الراحل زين العابدين بن علي، وسامي الفهري المالك الحالي لقناة "الحوار التونسي".
وقد وُجّهت لمالكي الشركة تهمة الاستيلاء على أموال التلفزيون الرسمي التونسي قبل الثورة، والمقدرة بـ25 مليون دينار تونسي (حوالي 9 ملايين دولار أميركي) متأتية من الإعلانات التجارية التي كانت تبث أثناء البرامج التلفزيونية التي تنتجها الشركة للتلفزيون التونسي، لتتم مصادرتها مع مواصلة عملها في الإنتاج التلفزيوني، لكنها عرفت صعوبات مالية كبرى أرجعها وليد بورويس، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى سوء تصرف من تمّ تعيينهم من قبل الحكومة التونسية لإدارة هذه الشركة.
يذكر أن العديد من المؤسسات الإعلامية التي صادرتها الدولة التونسية بعد الثورة، ومنها "دار الصباح" التي تصدر ثلاث صحف ورقية وإذاعة "شمس أف أم" وإذاعة "الزيتونة للقرآن الكريم"، وشركة "كاكتوس برود"، عانت بعد مصادرتها من مشاكل مالية كبرى، لتقرر الحكومة التونسية إلحاق إذاعة "الزيتونة للقرآن الكريم" بالإذاعة الرسمية التونسية، وخصخصة إذاعة "شمس أف أم"، في حين بقيت "دار الصباح" وشركة "كاكتوس برود" تعاني من صعوبات مالية كبرى، وهو ما جعل الحكومة التونسية تفكر في التفويت (الخصخصة)، ما لم يتحقق حتى الآن.