تونسيات يتعلمن الـ"دي جيه" رغم العقبات

24 ديسمبر 2020
تحاول الطالبات التعلم ومكافحة التمييز والصور النمطية (Getty)
+ الخط -

تُقبل تونسيات، يقلن إنهن مستبعدات منذ زمن من عالم الموسيقى الإلكترونية، على التعلم في أكاديمية محلية للتدريب على تشغيل وتنسيق الأسطوانات الموسيقية (دي جيه)، على أمل الحصول على فرصة تساعدهن في بدء مسيرة مهنية في المجال الإبداعي.

تقول طالبات ومعلمات كثيرات إن العمل حتى ساعات متأخرة من الليل في الملاهي الليلية والحانات وعدم توافر التدريب ليس سوى جزء بسيط من الصعوبات التي تعترض طريقهن منذ سنين، وإن ذلك كان ضمن أسباب تأسيس الأكاديمية.

تدرب أكاديمية الـ"دي جيه" للنساء "لو فبريكا" الطالبات، وتمنحهن الخبرة العملية، علاوة على الأطر النظرية لمحاربة الصور النمطية حول هذا العمل باعتباره مهنة لا يمارسها سوى الرجال.

وقالت هيفاء بازديا، وهي من مؤسسات أكاديمية "لو فبريكا": "في إحدى المرات التي لن أنساها عندما نزلت بعد قيامي بعرضي، استوقفني شخص، وقال لي بالنسبة لفتاة أنت تنسقين الأغاني بشكل جيد... هو يقول إنه عندما يرى فتاة خلف جهاز التنسيق فهو ينتظر أقل من المأمول".

وأضافت بازديا: "بالنسبة لي هذا الأسلوب يحزنني، لماذا تنتظر مني أن أكون أقل من الرجال الذين سيقومون بعرضهم بعدي ومن المفروض أن نعتبر فنانين متساوين"؟ وأشارت إلى أن "هناك جانبين لعمل منسقة أغان في تونس... جانب سيئ وجانب جيد... مثل كل مجالات العمل التي يمكن أن نقول إنها مخصصة للرجال، لأنه عمل ليلي، ولأن هذا المجال صعب، ليس بالسهل للنساء أو للرجال العمل في الليل، في الحانات أو الملاهي الليلية".

وتابعت: "عانيت مع عائلتي من بعض الضغوط الاجتماعية، لكنني محظوظة لأن لي عائلة رائعة تدعمني طوال الوقت. احترموا خياراتي، ودعموني في كامل مسيرتي المهنية... بالنسبة إلى اختيار المرأة للعمل في هذا المجال الذي يعتبر حكراً على الرجال، فنحن نحتاج فقط إلى التعليم ومحاولة تغيير العقليات... النساء أصبحن يملكن الثقة في أنفسهن أكثر، وأصبحن يحببن العمل في هذه المجالات التي كن في الماضي يتخوفن منها".

الشهر الماضي، وفي إطار فعاليات دولية على مدى 16 يوماً لمكافحة العنف القائم على النوع، اختارت "لو فبريكا" 16 طالبة لتقديم عروض أداء عبر الإنترنت، لزيادة الوعي بالمساواة والقضاء على العنف ضد المرأة.

وقالت الـ"دي جيه" التونسية ألفة عرفاوي، وهي المؤسسة المشاركة في "لو فبريكا": "أطلقنا حملة 16 منسقة أغان ضد العنف، وهي عبارة عن مهرجان رقمي بث على صفحة (لو فبريكا). أردنا إعطاء دور لفنانات الأكاديمية لتعبيرهن عن رفضهن لكل أشكال العنف".

بدأت ألفة عرفاوي العمل في هذا المجال سنة 2017 ومن حسن حظها عثرت على تدريب في تونس ينظمه "معهد غوته" الألماني. لكن بعد انتهاء البرنامج، قالت عرفاوي إنها لم تتمكن من العثور على مكان يمكن للفتيات من خلاله تطوير مهاراتهن وتعلم تقنيات موسيقية جديدة.

وأوضحت عرفاوي: "صعوبات أكبر تعترض النساء عندما يردن دخول مجال الموسيقى الإلكترونية أو الفن عامة... صعوبات متمثلة في إمكانية حصولهن على المعلومات أو الإمكانيات".

وقالت خولة برناد، إحدى المشاركات في الدورات التي تنظمها أكاديمية الـ"دي جيه" للنساء: "عندما قررت أن أصبح منسقة أغانٍ، وأردت أن أدرس هنا في هذه الأكاديمية، وجدت صعوبات... هناك من لا يفهمك... لكن لا ننسى الناس الطيبين الذين يشجعونك دائماً".

وفي صورة من صور الاحتجاج على المشهد الموسيقي، أطلقت عرفاوي مع زميلتها ريم شرفي عام 2018 منصة موسيقية، وهي مبادرة مستقلة، لتأسيس أول أكاديمية "دي جيه" للنساء في تونس ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

لا تزال قضية العنف ضد المرأة تشغل مساحة كبيرة من الاهتمام في تونس، رغم صدور قانون في 2017 ينص على توقيع عقوبات على التحرش بصوره كلها. وسجلت ما يقرب من 65 ألف شكوى عام 2019، بحسب أحدث إحصاءات وزارة المرأة.

ودربت أكاديمية الـ"دي جيه" التونسية 50 طالبة في تونس منذ إنشائها، وتوسعت إلى مناطق أخرى في البلاد.

(رويترز)

المساهمون