قالت صحيفة صباح التركية، اليوم الأربعاء، إنّ الشرطة الألمانية أوقفت صحافيين تركيين بعد مداهمة منازلهم على خلفية شكاوى قدّمت بحقهم من قبل أفراد ينتمون لجماعة الخدمة، التابعة للداعية فتح الله غولن، المحظورة في تركيا.
وأفادت الصحيفة المقربة من الحكومة التركية، والتابعة لمجموعة تركواز ميديا التي تضم مجموعة قنوات وصحف بلغات عدة، بأنّ الشرطة الألمانية اعتقلت ممثل الصحيفة في البلاد إسماعيل أرل، ومدير تحرير صحيفة صباح أوروبا، جميل ألباي، في مدينة فرانكفورت.
كما أفادت قناة أ خبر الخاصة ضمن نفس المجموعة بأنّها فقدت الاتصال بنحو 30 صحافياً محلياً متعاوناً مع القناة هذا اليوم، في حين أنّ وزارة الخارجية التركية تدخلت وتعمل على معرفة حيثيات التوقيف وإطلاق سراح الموقوفين.
ومن الملفت أن عملية التوقيف جاءت بعد ثلاثة أيام من انتهاء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا.
بدورها، أفادت صحيفة صباح بأنّ المدعوين جوهري غوفن وأرجان كاراكوين، وهما مواطنان تركيان مقيمان في ألمانيا، متهمين بالانتماء لجماعة غولن المحظورة، هما من قدّما الشكوى بحق الصحافيين الأتراك، وأنّ عملية الاعتقال والمداهمة جرت من دون تبليغات سابقة، واصفة ما حصل بـ"الفضيحة".
واتهمت الصحيفة الشرطة الألمانية بمعاملة الصحافيين معاملة الإرهابيين، كما أنّها داهمت مقر الصحيفة والقناة في المدينة، كذلك فتشت منازل الصحافيين والمكتب وصادرت الحواسيب والهواتف الموجودة.
وقالت الصحيفة إنّه لا توجد معلومات كافية حتى الآن عن سبب إلقاء القبض على الصحافيين، وإنّ وزارة الخارجية والمنظمات الصحافية تتدخل من أجل الإفراج عن الموقوفين، فيما نسبت الصحيفة لمصادر دبلوماسية قولها إنّ "عملية الاعتقال تخالف حرية الصحافة وهو أمر غير مقبول".
ولاحقاً، استدعت وزارة الخارجية التركية السفير الألماني في أنقرة يورغن شولز، لتقديم مذكرة احتجاج بخصوص عملية التوقيف، وفق ما نقلت وسائل إعلام تركية، فيما أصدرت وزارة الخارجية بياناً أدانت فيه عملية التوقيف.
وجاء في بيان وزارة الخارجية: "ندين بشدة عملية اعتقال الشرطة الألمانية اليوم ممثلي صحيفة صباح في مكتب فرانكفورت من دون بيان أي سبب للتوقيف، ونعتبر ذلك تحرشاً بالإعلام التركي بهدف الترهيب".
وأضافت: "نطالب بإطلاق سراح الصحافيين بشكل فوري بعد أن اعتقلا بشكوى كيدية من منسوبي جماعة الخدمة الإرهابية التي تنشط في ألمانيا، ونعتقد أن عملية التوقيف الفوري من دون الاستماع لإفادات الصحافيين بعد نجاح إتمام الانتخابات في البلاد عملٌ مقصود".
وكانت الصحيفة قد صورت قبل أشهر منزل جوهري غوفن المتهم بإدارة حملات عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة "تويتر"، ضد الحكومة. ومن بين الاتهامات التي وجهت له أخيراً محاولة الضغط على المرشح الرئاسي محرم إنجه للانسحاب من السباق الانتخابي لصالح مرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو، عبر نشر تسجيلات مزيفة ونسبها له.
واستدعت الحادثة ردود فعل من الحكومة، إذ اعتبر المتحدث باسم الرئاسة إبراهيم قالن أنّ "عملية التوقيف غير مقبولة، ندين هذا التوقيف ونطالب بالإفراج الفوري عنهم"، مبيناً أنّه أجرى اتصالات بهذا الصدد مع الجانب الألماني.
وقال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم، عمر تشليك: "يجب على ألمانيا احترام حرية التعبير، ندين اعتقال الصحافيين بناء على شكوى بحقهم، عناصر غولن في أي دولة يشكلون تهديداً أمنياً، وعلى ألمانيا الانتباه لهذا".