توثيق مقتل 94 صحافياً حول العالم معظمهم في غزة

08 ديسمبر 2023
يستهدف الاحتلال الإسرائيلي الصحافيين وعائلاتهم ومقرات عملهم (محمد الزنّون/ Getty)
+ الخط -

أعرب الاتحاد الدولي للصحافيين، اليوم الجمعة، عن قلقه العميق إزاء عدد العاملين في القطاع الإعلامي الذين قتلوا في أنحاء العالم كافة أثناء قيامهم بواجبهم عام 2023، علماً أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة "حصد أرواح صحافيين أكثر من أي صراع آخر منذ أكثر من 30 عاماً".

وثّق الاتحاد الدولي للصحافيين قتل 94 صحافياً حتى الآن هذا العام، وسجن نحو 400 آخرين.

ودعا الاتحاد الدولي للصحافيين، ومقرّه العاصمة الفرنسية باريس، إلى توفير حماية أفضل للعاملين في مجال الإعلام ومحاسبة المعتدين عليهم. وصرح رئيس الاتحاد، دومينيك برادالي، بـ"ضرورة وضع معيار عالمي جديد لحماية الصحافيين والإنفاذ الدولي الفعّال، أكثر من أي وقت مضى".

وذكر الاتحاد أن 68 صحافياً استشهدوا وهم يغطون العدوان الإسرائيلي على غزة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أي أكثر من صحافي واحد في اليوم، وهو رقم يشكل 72% من إجمالي وفيات الإعلاميين في أنحاء العالم كافة.

وأشار الاتحاد إلى أن "الحرب في غزة أكثر فتكاً بالصحافيين من أي صراع آخر، منذ أن بدأ بتسجيل الصحافيين الذين قتلوا أثناء أداء واجبهم عام 1990".

وأعرب عن قلقه من أن الجرائم المرتكبة ضد العاملين في مجال الإعلام تمر من دون عقاب، وحث الحكومات على "تسليط الضوء الكامل على جرائم القتل هذه، ووضع تدابير لضمان سلامة الصحافيين".

نقابة الصحافيين الفلسطينيين وثقت استشهاد 75 صحافياً وعاملاً في مجال الإعلام، وإصابة أكثر من 140 صحافياً، في غزة، منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر. كما دمر الاحتلال الإسرائيلي مكاتب 65 مؤسسة إعلامية، ونزح أكثر من 1200 صحافي وعائلاتهم، ولجأوا إلى المدارس.

وفي جنوب لبنان، قتل الاحتلال الإسرائيلي المصور الصحافي في وكالة رويترز عصام العبدالله، ومراسلة قناة الميادين فرح عمر والمصور ربيع المعماري.

وقال رئيس نقابة الصحافيين الفلسطينيين، ناصر أبو بكر، إن "إسرائيل تقتل الإعلاميين بشكل ممنهج في قطاع غزة، وربما تستعد لمجزرة أكبر"، داعياً البرلمان الأوروبي إلى تنفيذ قراراته المتعلقة بحماية الصحافيين من أجل فلسطين أيضاً.

جاء ذلك في حديثه لوكالة الأناضول الخميس، من البرلمان الأوروبي في العاصمة بروكسل التي يزورها لإجراء مباحثات حول استهداف الاحتلال الإسرائيلي للصحافيين في غزة.

وأضاف ناصر أبو بكر: "نفقد زملاءنا وأصدقاءنا كل يوم. هم ليسوا مجرد أرقام. يقومون بعمل رائع في نقل الإبادة الجماعية في غزة. لقد اضطروا إلى الهجرة من شمال غزة إلى جنوبها، والآن يتم توجيههم نحو رفح، ويحاولون جمعهم هناك".

وتابع: "نخشى أن يخطط الجيش الإسرائيلي لجمع الصحافيين في منطقة معبر رفح الحدودية والقيام بعمليات قتل جماعية بحقهم لمنعهم من نقل جرائم الحرب والإبادة الجماعية".

وأردف بالقول: "جئت (لبروكسل) للقاء كل من أستطيع أن أقول له الحقيقة عما حدث في غزة"، وأفاد بأنه التقى ممثلي مختلف الأحزاب في البرلمان الأوروبي. وتابع في حديثه لـ"الأناضول": "رأيت أنهم جميعاً على علم بالوضع في غزة، ويرون أن حقوق الإنسان والإنسانية وحقوق الصحافيين، وفي الواقع مبادئ الاتحاد الأوروبي، تُنتهك. المبادئ التي يدافع عنها الاتحاد الأوروبي لا تنطبق على فلسطين. لماذا؟ لأننا مسلمون؟ لأننا عرب؟".

وتطرق إلى قرار حماية الصحافيين الذي اعتمده البرلمان الأوروبي في 11 يوليو/ تموز 2023، وقال: "نريد من نواب البرلمان الأوروبي أن ينفذوا القرار الذي اتخذوه من أجل فلسطين".

منذ 7 أكتوبر الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرب إبادة على قطاع غزة، خلّفت حتى الخميس 17 ألفاً و177 شهيداً، و46 ألف جريح، ودماراً هائلاً في البنية التحتية، و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقاً لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.

وبالعودة إلى الاتحاد الدولي للصحافيين، فقد ذكر أن أوكرانيا "لا تزال بلداً خطيراً بالنسبة للصحافيين"، بعد مرور عامين تقريباً على الغزو الروسي. وأضاف أن ثلاثة مراسلين وعاملين في مجال الإعلام قتلوا في تلك الحرب حتى الآن هذا العام.

كما أعرب الاتحاد عن أسفه لوفيات العاملين في مجال الإعلام في أفغانستان والفيليبين والهند والصين وبنغلادش.

وأشار إلى انخفاض عدد الصحافيين الذين قتلوا في أميركا الشمالية والجنوبية، من 29 خلال العام الماضي إلى سبعة حتى الآن هذا العام. وذكر أن ثلاثة مكسيكيين، وواحداً من باراغواي، وواحداً من غواتيمالا، وواحداً من كولومبيا، وواحداً من الولايات المتحدة، قتلوا أثناء التحقيقات بشأن جماعات مسلحة أو اختلاس أموال عامة.

لا تزال أفريقيا المنطقة الأقل تأثراً بوفيات الصحافيين، لكن الاتحاد سلط الضوء على ما وصفه بـ"ثلاث جرائم قتل مروعة بشكل خاص" في الكاميرون وليسوتو، مشيراً إلى أنه لم يتم التحقيق فيها بشكل كامل بعد.

وأضاف الاتحاد الدولي للصحافيين أن 393 من العاملين في مجال الإعلام محتجزون في السجون حتى الآن هذا العام. سجن العدد الأكبر في الصين وهونغ كونغ (80 صحافياً)، يليهم 54 في ميانمار، و41 في تركيا، و40 في روسيا وشبه جزيرة القرم، و35 في بيلاروسيا، و23 في مصر.

المساهمون