تنحي ساندبرغ: نهاية حقبة للنساء في قطاع التكنولوجيا

05 يونيو 2022
عملت ساندبرغ 14 عاماً في "فيسبوك" (درو أنغرير/ Getty)
+ الخط -

لم تتوقف التحليلات، في الصحف الأميركية تحديداً، منذ إعلان المسؤولة التنفيذية للعمليات في "ميتا" (فيسبوك سابقاً)، شيريل ساندبرغ، استقالتها من منصبها، بعد 14 عاماً قضتها في الشركة حيث كانت المرأة الأكثر نفوذاً فيها. الصحافيتان ناومي نيكس وكارولاين أودونافان، في صحيفة واشنطن بوست، وصفتا هذا التنحي بـ "نهاية حقبة بالنسبة للنساء في قطاع التكنولوجيا"، أما سيسيليا كانغ وإيرين غريفيث، في صحيفة نيويورك تايمز، فقالتا إن سيليكون فالي "فقد واحدة من أكثر نسائه وضوحاً وصراحة وقوة".

أعلنت شيريل ساندبرغ، الأربعاء الماضي، أنها ستتنحى من منصبها مسؤولة تنفيذية للعمليات في "ميتا"، بعد 14 عاماً قضتها في الشركة حيث ساعدت في تحويلها من موقع إلكتروني لوسائل التواصل الاجتماعي لطلاب الجامعات إلى شركة إعلانات رقمية ضخمة. وأشارت إلى أنها تخطط للزواج خلال الصيف وتريد قضاء المزيد من الوقت مع أطفالها وأطفال زوجها المستقبلي. وتخطط أيضاً لبذل مزيد من الجهود على قضايا مناصرة المرأة - وهو محور تركيز مؤسستها Lean In - والأعمال الخيرية الأخرى. قالت إن تولي وظيفة أخرى في مجال الأعمال أو السياسة أمر "مستبعد"، لكنها أضافت: "تعلمت منذ زمن طويل ألّا أقدم إطلاقاً أي تنبؤات بشأن المستقبل".

وقالت الخميس، في مقابلة مع "واشنطن بوست": "أحبّ أن أفكر في أن مسيرتي المهنية، ومسيرة أخريات، ألهمت النساء ليعلمن أن بإمكانهن تولي القيادة". وأضافت: "قبل مائة عام، لم تكونوا لتعرفوا أي امرأة في مجال الأعمال. الآن، تعرفون بعضهن. أتمنى أن تكبر بناتي في عالم يقدّر النساء أكثر بعد".

في السياق، علقت المديرة السابقة في "فيسبوك" والمديرة الحالية لـ "واشنطن ميديا غروب"، كريستال باترسون، على قرار ساندبرغ، ووصفته بـ "الخسارة الكبيرة للنساء في سيليكون فالي". وأكدت باترسون: "ليس هناك شيريل (ساندبرغ) ثانية".

في حين أن النساء قد حققن نجاحاً لافتاً في الشركات، لا يزال الرجال يهيمنون على المناصب العليا. عام 2021، لم تتخط نسبة النساء من إجمالي الرؤساء التنفيذيين والمديرين الـ 26 في المائة، ارتفاعاً من 15 في المائة عام 2019، وفقاً لتقرير صادر عن مجموعة كاتاليست.

وبتخلي ساندبرغ عن منصبها، يفقد سيليكون فالي واحدة من أكثر المديرات التنفيذيات وضوحاً وصراحة، وفقاً لـ "نيويورك تايمز". كانت ساندبرغ جزءاً من مجموعة من النساء في شركات التكنولوجيا الكبرى اللواتي ألقين خطابات رئيسية، وارتقت إلى مستوى المؤسسين مثل لاري بيدج ومارك زوكربيرغ، وشغلت مقعداً على الطاولة في التجمعات التجارية رفيعة المستوى مثل مؤتمر Allen & Company في صن فالي.

تكنولوجيا
التحديثات الحية

على نطاق أوسع، لم تحقق النساء مكاسب ملحوظة في السنوات الأخيرة في المناصب الأعلى داخل "ألفابِت" و"آبل" و"أمازون" و"ميتا"، وغيرها من عمالقة التكنولوجيا. المؤسسة المشاركة في المنظمة غير الربحية "أول رايز" All Raise، المعنية بقضايا الجندر والعرق والمساواة، جيني ليفكورت، قالت لـ "نيويورك تايمز" إن "المسؤول التنفيذي هو وجه الشركة، ويبدو أن العالم كله يريد أن يكون هذا الوجه لرجل أبيض".

في أكبر 150 شركة في سيليكون فالي من حيث الإيرادات، قادت النساء 4.8 في المائة منها حتى نهاية عام 2020، من دون تغيير عن عام 2018، وفقاً لتقرير صادر عن شركة المحاماة فينويك أند وِست Fenwick & West. وقد أصبحت بعض النساء اللواتي يتولين مناصب السلطة في شركات التكنولوجيا أهدافاً للمتحرشين. ورفعت أخريات، مثل كبيرة مسؤولي العمليات في "بنترست" سابقاً، فرانسواز بروغر، دعوى قضائية بسبب التمييز. وفي السنوات الأخيرة، غالباً ما وظفت قيادات تقنية من الإناث لتنظيف فوضى شخص آخر، مما أدى إلى انتشار مصطلح "الجرف الزجاجي"، أي حصول النساء على الأدوار القيادية أكثر من الرجال خلال فترات الأزمات وعندما تكون فرصة الفشل أكبر.

بعض النساء اللواتي يتولين الآن مناصب قيادية في شركات التكنولوجيا: سافرا كاتز من "أوراكل" وليزا سو من "أدفانسد ميكرو ديفايسز" وسارة فريار من "نكستدور". "ألفابِت" المالكة لـ "غوغل"، و"مايكروسوفت"، تضمان أيضاً نساء في أقسامهما التنفيذية. كما تقود النساء جيلاً من الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا، مثل ميلاني بيركنز في شركة كانفا لتصميم البرمجيات، وفيدحي سيمو في شركة التوصيل إنستاكارت.

لكن النساء ما زلن يواجهن عقبات في كل جانب. تُظهر تقارير التنوع السنوية التي تنشرها "أمازون" و"غوغل" و"آبل" مكاسب متزايدة للمرأة في القيادة. لكن الرجال لا يزالون يسيطرون على شركات رأس المال الاستثماري، بينما تحصل المؤسِّسات على جزء ضئيل من التمويل. لا تزال القصص حول أماكن العمل السامة والتمييز والمضايقة تتردد في جميع أنحاء سيليكون فالي.

وحين تترك ساندبرغ منصبها في الأشهر القليلة المقبلة، سيتولى خافيير أوليفا منصب الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة ميتا، بعدما لعب دوراً مهماً في نموها من وراء الكواليس خلال السنوات الـ15 الماضية. سيكون أوليفان أحد كبار نواب مؤسس الشركة مارك زوكربيرغ الأربعة الذين يركزون على التكنولوجيا والسياسة، وكلهم من الرجال.

المساهمون