تغطية مؤثرين على مواقع التواصل لمشروع حكومي تثير نقاشاً بين الصحافيين المغاربة

13 ابريل 2022
حضور المؤثرين لتغطية الحفل على حساب الصحافيين (يوتيوب)
+ الخط -

عبّر صحافيون مغاربة عن استغرابهم وعدم رضاهم عن استضافة مجموعة من المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي من أجل تغطية حدث إطلاق مشروع حكومي جديد. 

وأطلقت الحكومة المغربية، مساء أمس الثلاثاء، برنامج "فرصة"، وهو مشروع لتشجيع انطلاق المشاريع يستهدف مساعدة 10 آلاف شخص، من خلال حل مشاكل التمويل وتخطي العراقيل، والتعامل مع آثار جائحة فيروس كورونا على الاقتصاد المغربي. 

وشهد حدث الإطلاق حضور عدد من المؤثرين المعروفين على مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب. وتوجهت لهم وزيرة الاقتصاد التضامني والاجتماعي، فاطمة الزهراء عمور، بالقول: "اليوم كل الشباب عندهم هواتف ذكية، نريدكم أن تكونوا سفراء لبرنامجنا من أجل إنجاحه".

لكن مشاركة هؤلاء المؤثرين كانت موضوع جدل في الوسط الصحافي المغربي، إذ اعتبر صحافيون أن حضورهم ظاهرة غير صحية. 

صحافيون يسخرون من تغطية المؤثرين

كتب الإعلامي رضوان الرمضاني: "الشيء الوحيد التي تم تسويقه بشكلٍ جيد حول برنامج "فرصة" هو مكونات الفطور الذي تم تقديمه للحضور".

وكتبت المذيعة فرح الباز: "من "طرق عصرية للف الحجاب" إلى تسويق البرامج الحكومية.. كيف تصبحين مؤثرة في 3 أيام بدون معلم". 

وعلى المنوال نفسه دوّن الصحافي عبد الإله الشابل: "طالما لم يتم استدعاء سيدات "روتيني اليومي" (نوع من المحتوى متهم بالإيحاءات الجنسية)، فالبرنامج الحكومي "فرصة" محكوم عليه بالفشل". 

وعلّق الصحافي نعمان اليعلاوي ساخراً من خلال حوار متخيل: "- ماذا تعمل؟ - صحافي - اتكل على الله واشتغل مؤثر". 

ومن وجهة نظر الصحافي، جلال رفيق، الساخرة: "أنا أرى أن نرجع بطاقات الصحافة للأستاذ مجاهد (نقيب الصحافيين)، ونُقبّل الشواهد ونضعها جنب الحائط مثل الخبز، ونتحول إلى "أسماء بيوتي" (نجمة "يوتيوب" في مجال المكياج)". 

صحافيون يحللون تأثير نجوم الإنترنت

في المقابل، تساءل الصحافي، محمد محلا: "هل عندكم دراسة واضحة عن هل الرسالة تصل أسرع للمرسل إليه بالمؤثر أم بالصحافي؟".

وتابع: "حالياً حسب معطيات شخصية ملموسة، الناس لا يفهمون ما تكتبه الصحافة، ويبحثون عمّن يبسط لهم لأقصى درجة. يريدون أن يسمعوا كلاماً يفهمونه ومن أشخاص مثلهم"، منتقداً الجسم الصحافي المغربي، بقوله: "نحن الصحافيين لا نتوقف عن التنظير والكلام الكبير، ولو كانوا يفهموننا كلهم لظهر ذلك في نسب المقروئية، حتى المواقع المجانية لا يقرؤونها".

وخلُص إلى القول: "وسائل التواصل ثم المؤثرون أخذوا من الصحافة نسبة من الإعلانات، وها هم الآن يأخذون نسبة من البشر أيضاً".

واختار المذيع، جواد الطاهري، التمييز بين أنواع المؤثرين ومن يستحق فعلاً الحضور في نظر: "كلمة "مؤثر" أصلاً في غير محلها... إنهم فقط "مرفهون" يعرفون كيف يروجون قليلاً عن أنفس الشريحة التي يستهدفونها عبر السوشل ميديا بمدونات فيديو يومية، لأن أغلبية "المشاهدين" في حاجة إلى حكواتيين في أوقات الفراغ"، "ثم هناك أصحاب المقالب، الذين نعرف أن مقالبهم متفق عليها لكن نشاهدهم بداعي الفضول".

ثم هناك في نظره "فعلاً صناع محتوى محترمين"، مثل سوينغا وأمين رغيب، الذين اعتبرهم مبدعين يستحقون التشجيع.

ورأى أن الصحافة لا تخلو من كل هذ النماذج أيضاً، "عند الحديث عن الصحافة فيها كل ما ذكرنا أعلاه مع بعض الاختلاف". 

المساهمون