تتكئ قلعة كوتاهيا التاريخية غرب الأناضول التركية على تلة مرتفعة، بهيكلها الصلب والمزخرف على شكل خماسي، متربعة على صخرة شديدة الانحدار باللونين الأزرق والأحمر وتطل على مشاهد بانورامية ساحرة للمدينة القديمة.
تمثل قلعة كوتاهيا ثالث أكبر القلاع التاريخية في تركيا، بحسب ما يشير إليه موقع "والي كوتاهي" الرسمي، وهي واحدة من أبرز الوجهات السياحية لكل من يزور المدينة.
ويتكون مبناها من ثلاثة أقسام و72 برجاً وحصناً، وتتوزع على جنباتها المكاتب والمستودعات والثكنات العسكرية، ويرجع تاريخ إنشائها إلى العصر البيزنطي.
تبدو القلعة لمن يزورها كالحلقة التي تتوسط التلة والمحاطة بالصخور الخشنة من الجهات الأربع، إضافة إلى المنحدرات الشاهقة التي تتسلل من تحت جدرانها دون أن توجد في محيطها أية خنادق.
ولا تزال القلعة تتحدى الزمن، وتحافظ على رونقها حتى اليوم، بفعل عمليات الإصلاحات المستمرة من قبل السلطات.
ولعل أكثر ما يجعل من القلعة وجهة رئيسية للزائرين، إطلالتها التي تمزج بين جمال الطبيعة في مختلف المواسم، وعراقة التاريخ.
ويوجد على أحد جدران القلعة رأس أسد رخامي. وفي الشمال الشرقي من القلعة مسجد تاريخي صغير. كما توجد في الشمال الشرقي من القلعة نافورتان وكازينو دوّار، ومقهى ريفي تم بناؤه خلال العصر الجمهوري.
وتحتوي القلعة على سجن شيد خصيصاً لاحتجاز من يرتكبون الجرائم في مدينة كوتاهيا ومحيطها، وذلك بأمر من الحاكم العثماني للأناضول علاء الدين باشا، حيث كان يتناوب نحو 50 جندياً على حراستها.
وتشير الروايات التاريخية إلى أنه جرى تسليم قلعة كوتاهيا للحرس العسكري في عهد الدولة العثمانية ولإدارة سيد القلعة المسمى "دزدار"، إذ تم تخصيص أرض القلعة سكناً لجنود المدفعية وكان هناك 119 من قادة الحرب إلى جانب الجنود الحاضرين لحماية القلعة، والذين كانوا يذهبون خلال الحملات فيما يناوب الآخرون لحراسة المكان.
وقد تم منح الإشراف على القلعة بشكل عام للأشخاص الذين خدموا في القصر واستحقوا تقاعدهم، إذ امتلك حاكم القلعة أيضاً بعض الأراضي هناك وقد جرى استخدام القلعة أيضاً من قبل السلاجقة وجيرميان أوغلو والدولة العثمانية، بعد زوال الإمبراطورية البيزنطية.
وإلى جانب هذه القلعة التاريخية، يمكن لزوار المدينة أن يستمتعوا بزيارة الحمامات الكبريتية وكذلك الغابات الطبيعية، ونصب الظفر التاريخي وبرج الساعة ومتحف تشيني للخزف الصيني، وكذلك بعض المساجد القديمة ومتحف ميزيك تشامي في الهواء الطلق.