لكلّ عام في فرنسا قضيّته المتعلّقة بتضارب المصالح بين حقلَي السياسة والصحافة، وأولى قضايا العام الجديد تخصّ رئيسة القسم السياسي في صحيفة لوموند، أبرز اليوميات الفرنسية.
فقد أعلنت إيفان تريبينباك، السبت، عبر حسابها على منصّة إكس (تويتر سابقاً)، استقالتها من منصبها الذي تشغله منذ خريف 2023، وذلك بعد تحقيقات صحافية كشفت عن كونها مرتبطة بأحد مستشاري رئيس الوزراء الفرنسي الجديد غابريال أتال.
وكان موقع آري سور إيماج (وقفة عند الصور)، المتخصّص في نقد وسائل الإعلام، ومن بعده موقع ميديا بارت، قد أشارا إلى أن تريبينباك مرتبطة منذ سنوات بريان نزار، الذي عُيّن في التاسع من يناير/ كانون الثاني الماضي مستشاراً لأتال، بعد أن كان مستشاراً له، أيضاً، في آخر وزارتين شغلهما.
وذكر التحقيق الذي نشره "آري سور إيماج" أنّ الصحيفة الفرنسية كانت على عِلم بهذه العلاقة بين تريبينباك ونزار منذ ربيع 2022، أي منذ تسميته مستشاراً لأتال في وزارة الحسابات العامة. في حين ذكر تحقيق "ميديا بارت" أن "خطر تضارب المصالح" الذي تمثّله هذه العلاقة أثار قلق العديد من الصحافيين العاملين في "لوموند"، وهو ما دفع الصحيفة إلى عقد اجتماع طارئ، أمس الاثنين، لحل المشكلة.
وكتبت تريبينباك في حسابها على "إكس": "نظراً إلى ما أُثيرَ من مخاوف، فقد قرّرتُ ترك منصبي في إدارة القسم السياسي لـ لوموند، وأنا اليوم سعيدة بالانضمام إلى قسم كِبار المراسلين".
وأضافت: "كلّ مقالٍ كتبته يشهد وكلّ شخص صادفته يعرف أنني مارست عملي الصحافي، منذ البداية، باستقلال وحرّية"، قبل أن تُذكّر بأنها لطالما أعلمَت القائمين على الصحيفة بوضعها الشخصي، وأنّ "البُعد الأخلاقي المتأصّل في الصحافة" يكمن في هذه الشفافية، بحسبها. وأنهت الصحافية: "لا ينبغي أبداً أن تُختزل أي امرأة بشريك حياتها. يمكن لكلّ امرأة، مهما كانت حياتها الخاصة، أن تكون حرّة وصحافية مستقلّة".
وكانت إيفان تريبينباك قد انضمّت إلى "لوموند" عام 2021، بعد عدّة سنوات قضتها في صحيفة لوبينيون، ذات الميول اليمينية الليبرالية.