استمع إلى الملخص
- وحدة إدارة أزمة المعلومات المضللة، المنشأة حديثًا، ستواصل عملها بعد الانتخابات لمواجهة الهجمات التي تستهدف التشكيك في شرعية النتائج، مما يعكس القلق من تركيز الجهود المعادية على تقويض الثقة في الديمقراطية.
- تركز وحدة الأزمات على تمكين الدول الأعضاء من مشاركة المعلومات الاستخبارية والتصدي للمعلومات المضللة بشكل منظم، مع التأكيد على أهمية ملاحقة الجهات الفاعلة الرئيسية وراء حملات الأخبار الكاذبة، في ظل تقديرات بأن روسيا تنفق مليار يورو على نشر المعلومات المضللة.
ينشغل مئات الموظفين حول أوروبا برصد الأخبار الزائفة والمقاطع المفبركة قبل انتخابات البرلمان الأوروبي التي ستجري بين 6 و9 يونيو/حزيران الحالي، إذ يشعر زعماء الاتحاد بقلق بالغ إزاء التدخل الأجنبي في هذه العملية، لدرجة أنهم أبلغوا فرق الإنذار السريع بالتحرك في حالة وقوع حادث خطير. ويقول المسؤولون إن كمية المعلومات المضللة، التي وصفوها بـ"القاتل الصامت"، وصلت إلى "مستويات تسونامي".
تهديد لن ينتهي بعد انتخابات البرلمان الأوروبي
ومن غير المتوقع أن ينتهي هذا التهديد عندما تغلق صناديق الاقتراع في انتخابات البرلمان الأوروبي في 27 دولة، في الساعة العاشرة مساء يوم الأحد المقبل. وقد طُلب من وحدة إدارة أزمة المعلومات المضللة، التي أنشئت في إبريل/نيسان الماضي مع بدء الحملة الانتخابية، الاستمرار في عملها لأسابيع بعد إجراء انتخابات البرلمان الأوروبي، للتعامل مع الهجمات التي تستهدف التشكيك في شرعية النتائج. وقال مسؤول أوروبي لم يذكر اسمه لصحيفة ذا غارديان البريطانية، الثلاثاء: "نتوقع أن نرى الروايات التي تشكك في شرعية الانتخابات الأوروبية، في أيام الانتخابات وفي الأسابيع اللاحقة لها". وأضاف: "قبل عشر سنوات تحدثنا عن التدخل في الانتخابات، لكن دونالد ترامب (الرئيس الأميركي السابق) أظهر لنا أنه من الأسهل والأقل تكلفة بكثير مجرد التشكيك في الأمور. لا داعي للتلاعب بالتصويت نفسه".
تسمح الوحدة للدول الأعضاء بتنبيه بقية الكتلة إلى التهديدات التي يرصدونها، لكنها اتخذت أيضاً دوراً استراتيجياً، إذ قال كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي، لـ"ذا غارديان"، إن الهدف ليس التعامل مع كل حالة من الأخبار الكاذبة أو الكراهية العرقية، ولكن ملاحقة "من يضعون أصابعهم على الزناد". وهذا ما سمح لهم ببناء هيكلية أكبر لمكافحة التدخل الأجنبي الذي يجري بمستوى منخفض، خاصة من روسيا. وفي هذا السياق، قال أحد المسؤولين الأوروبيين: "إنهم (الروس) يحاولون تدمير أسلوب الحياة في الغرب. هدفهم تقويض الثقة في كل شيء". وأضاف المسؤول نفسه للصحيفة البريطانية: "إذا فكرت في الأمر، فإن الديمقراطية تقوم على التصويت الحر والنزيه وعلى افتراض أن المواطنين على علم بذلك. إذا لم يعد بإمكانك الوثوق بالمعلومات، فلن يكون لديك تصويت حر".
واستمع كبار خبراء الاتحاد الأوروبي الذين اجتمعوا لمناقشة الأمر في وقت سابق من هذا العام إلى تقديرات مفادها بأن روسيا تنفق مليار يورو على نشر المعلومات المضللة. وقالت مساعدة الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ماري دوها-بيسانسينت، أمام الحضور من الوزراء والمفوضين وأعضاء البرلمان الأوروبي، إن هناك "وعياً حاداً وشديداً" بشأن "التهديد الكبير" الذي تمثله هذه المسألة، لدرجة أن الحلفاء اتفقوا على أن "العمليات المختلطة يمكن أن تصل إلى مستوى التهديد بهجوم مسلح".
محاولة الاستجابة
وحدة الأزمات، التي تعمل منذ خمسة أسابيع، هي المحاولة الأولى للاستجابة في الوقت الحقيقي، وهي تمكن كل دولة من الدول الأعضاء البالغ عددها 27 دولة من مشاركة أحدث المعلومات الاستخبارية حول التدخل الأجنبي من خلال ملخصات نصف شهرية.
وبعد أكثر من عامين من دراسة المعلومات المضللة، خلص مسؤولو الاتحاد الأوروبي إلى أنها لا تُستخدم لمساعدة المزيد من أعضاء البرلمان الأوروبي المقربين من روسيا أو الصين على الفوز بمقاعد في انتخابات البرلمان الأوروبي المقبلة، بل لتعزيز خطاب مناهض للغرب.
وبعض ما رصدته الوحدة الأوروبية منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تدعي أنها تُظهر جنوداً فرنسيين قتلى في أوكرانيا. والصورة المتداولة في الواقع لجنود قتلوا في مالي عام 2019. في ألمانيا وإسبانيا، كانت هناك منشورات تشجع الأشخاص على وضع علامات، مثل إشارة النسبة المئوية، على أوراق الاقتراع الخاصة بهم، باعتبارها وسيلة من المفترض أنها صالحة "للتصويت المزدوج". لكن مثل هذه الإشارات من شأنها أن تبطل التصويت.
وأشارت وحدة الخدمات الخارجية للاتحاد الأوروبي إلى أن المعلومات المضللة المدعومة من روسيا تُستخدم "لتشويه سمعة المسؤولين، وخلق جو من عدم الثقة، وإغراق وسائل التواصل الاجتماعي بالأكاذيب، وتأليب الرأي العام ضد أوكرانيا، وتجنب المقارنات غير المستحبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين". ومن الأمثلة على ذلك الحساب المجهول على منصة إكس، الذي يحمل اسم Radio Genoa ولديه أكثر من 735 ألف متابع ويبث سلسلة من مقاطع الفيديو الاستفزازية تشاهد ملايين المرات، وتشير إلى أن الأشخاص من غير البيض والمسلمين يشكلون خطراً على المجتمع. وتوصل تحقيق أجرته قناة في آر تي التلفزيونية البلجيكية إلى أن 84 في المائة من مقاطع الفيديو على الحساب كانت حول الهجرة أو المسلمين أو غير البيض. شوهدت هذه المقاطع نحو 3 مليارات مرة خلال العام حتى إبريل الماضي، مع تغريدة واحدة تشكك في إنقاذ الناس في البحر الأبيض المتوسط، شاركها مالك المنصة إيلون ماسك، وحصلت على أكثر من 70 مليون مشاهدة.