ترشيحات "غرامي" لأفضل الفنانين الجدد... فتّش عن "تيك توك"

02 فبراير 2023
حصل عمر أبولو على ترشيح عن جائزة أفضل فنان جديد (ديا ديباسوبيل/ Getty)
+ الخط -

كثر الحديث في السنوات الأخيرة عن التأثير الكبير لـ"تيك توك" في عالم صناعة الموسيقى، سواء لجهة تغيير الذائقة الموسيقية وتحديدها، أو لناحية بروز نجوم جدد استخدموا التطبيق الصيني منصة أساسية لتقديم أعمالهم الموسيقية وتحقيق الشهرة، وانعكس ذلك هذا العام بشكل أساسي في ترشيحات جوائز غرامي المنتظرة الأحد المقبل، رغم أن اللجنة المكلفة اختيار المرشحين والفائزين غالباً ما كانت تفضّل الفنانين التقليديين، أي الذين يقدمون موسيقاهم بالطريقة التقليدية، عبر شركات الإنتاج ومنصاتها.

تقول محللة صناعة الموسيقى في شركة ميديا ريسيرتش تاتيانا سيريسانو، في حديث مع وكالة فرانس برس، إنه "مع مرور الوقت جعلت وسائل التواصل الاجتماعي صناعة الموسيقى أكثر تفاعلاً وقرباً مما يحبه الجمهور".

وتشير إلى أنّ اكتشاف الفنانين عبر مواقع التواصل ليس جديداً، إذ اكتسب جاستن بيبر شهرته على موقع يوتيوب، بينما تشكلت نجومية شون مينديز على تطبيق الفيديو Vine، لكنها تضيف أن "تيك توك أسهم في انفجار تلك الظاهرة وتكريسها. من الواضح أنه أصبح جزءاً لا يتجزأ من استراتيجية كل فنان تقريباً".

وتذكّر سيريسانو بأن جوائز غرامي عن فئة الفنان الجديد نادراً ما كانت تأخذ بالاعتبار جماهيرية الفنان بالمعنى التجاري، وتركّز على ما تسميه قدرة الفنان على "اختراق الوعي العام"، أي قدرته على التأثير بالجمهور، و"في هذه الأيام، 90 في المائة من اختراقات الفنانين للوعي العام تحدث على تيك توك".

بالعودة إلى حفل "غرامي" الأحد، فقد حصل كل من لاتو، وموني لونغ، وعمر أبولو على ترشيح عن فئة أفضل فنان جديد، بعدما تشكلت شهرتهم على "تيك توك"، وسبق أن سماهم التطبيق ضمن قائمة أفضل فناني العام الشباب.

أما المرشحون الآخرون، مثل ويت ليغ، جي دي بيك ودومي، وتوبي نويغوي، ومولي تاتل، وسمارا جوي، فيتمتعون جميعاً بمتابعات قوية على التطبيق.

من جهتها، تشبّه مؤسسة شركة التسويق الرقمي كراود سيرف، كاسي بيتري، تأثير "تيك توك" الكبير في عالم الموسيقى بما كانت تقوم به قناة MTV الشهيرة خلال الثمانينيات والتسعينيات، وتقول: "عندما كنت أصغر سناً، كان جميع الفنانين في فئة أفضل فنان جديد بشكل عام يظهرون على الراديو أو قناة MTV، وهو ما يقوم به تيك توك".

وتوافق على ما تقوله بيتري، إذ تشير إلى أن المنصات قد غيرت الطريقة التي تعثر بها شركات التسجيل على المواهب الجديدة، فبينما اعتاد مكتشفو المواهب الاطلاع على العروض المحلية، للعثور على فنانين محتملين ثم تنمية مهاراتهم، فإن من "تبحث عنهم اليوم لديهم جمهور بالفعل، ولديهم نوع من الاختراق للسوق بمفردهم". 

وعلى الرغم من وجود شكاوى بين بعض العاملين في الصناعة من أن الفنانين يصممون موسيقاهم لجعلها أكثر ملاءمة لوسائل التواصل الاجتماعي، تعتقد سيريسانو أن هذه المخاوف مبالغ فيها، مشيرة إلى أن التطورات السابقة سبق أن أثارت قلقاً مماثلاً. وتقول: "أود فقط أن أشجع الناس على إدراك كيف قوبلت كل تقنية جديدة برد فعل مماثل، وأنا أميل إلى الاعتقاد أن هذه المخاوف مبالغ فيها بعض الشيء".

المساهمون