شهدت العلاقات التركية البريطانية في الأيام الأخيرة تراشقاً ميدانه وسيلتا إعلام، عبر طلب توظيف صحافيين للعمل على تقارير عن الأوضاع السياسية في البلدين.
التراشق بدأ بإعلان وكالة رويترز أخيراً أنها تبحث عن صحافي في تركيا ينجز تقارير تغطي "المنعطف الحرج" لحكم الرئيس رجب طيب أردوغان.
وردت قناة تي آر تي وورلد الرسمية التركية الناطقة بالإنكليزية بإعلان مماثل قالت فيه إنها تبحث عن صحافي يغطي "الاضطرابات السياسية" في المملكة المتحدة.
جاء في إعلان "رويترز": "نبحث عن صحافي ديناميكي وخبير للمساعدة في قيادة ملف إخباري من أجل الأجندة الإخبارية في تركيا التي هي عضو في حلف شمال الأطلسي وقوة إقليمية محورية ذات تأثير كبير في أمن أوروبا والشرق الأوسط". وأضاف: "حوّل الرئيس رجب طيب أردوغان تركيا خلال عقدين من حكمه بعيداً عن التقاليد العلمانية الحديثة وذات وجود دبلوماسي وعسكري حازم في مناطق تمتد من جنوب القوقاز إلى شمال أفريقيا".
وأكملت: "نحن بحاجة إلى شخص يتمتع بمهارات قوية في الكتابة وإعداد التقارير يمكنه تقديم قصص مؤسسية عميقة، وفي نفس الوقت يدعم فيه فريقنا بأداء عال في تغطية منعطف حرج في حكم أردوغان، مع تضخم كبير وسعر صرف مضطرب لليرة التركية".
وشددت الوكالة على أن "تركيا واحدة من أهم الأسواق الناشئة في العالم، ويحظى اقتصادها وسياستها ودبلوماسيتها وتدخلاتها العسكرية باهتمام كبير للعملاء الماليين والإعلاميين، وكذلك القراء على منصاتنا الرقمية على الإنترنت".
وتحول إعلان "رويترز" على منصة لينكد إن إلى حديث رواد وسائل التواصل الاجتماعي في تركيا، واعتبر عدد كبير من المدونين والمغردين أن صيغته مسيئة للبلاد.
إعلان القناة التركية جاء مساء أمس عبر المنصة نفسها وبالأسلوب نفسه، وفي نصه: "نبحث عن صحافي ديناميكي وخبير للمساعدة في قيادة ملف إخباري لأجندة الأعمال من المملكة المتحدة، وهي عضو في الناتو وقوة إقليمية محورية لها تأثير كبير في أمن أوروبا والشرق الأوسط".
وأضافت القناة التركية في إعلانها: "ترك فشل الحكومات المتتالية في الاستجابة لتحديات مثل جائحة كوفيد-19، والخروج من الاتحاد الأوروبي، والأزمات الاقتصادية العالمية، بريطانيا في حالة اضطراب سياسي". وأكملت: "تضع الحكومات قصيرة العمر مستقبل المملكة المتحدة في حالة من عدم اليقين، وتحولها بعيداً عن أوروبا، وأعادت وفاة الملكة إليزابيث إشعال الجدل حول مستقبل النظام الملكي، إذ شكك كثير من الناس في ذلك باعتباره وسيلة للحكم من العصور الوسطى في عالم حديث".
وأكدت: "نبحث عن صحافي يتمتع بمهارات قوية في الكتابة وإعداد التقارير، مع القدرة على تقديم قصص مؤسسية عميقة. قم بتقديم الدعم لفريقنا الذي يعمل في تغطية القضايا الرئيسية، من مثل سعي الحكومة الاسكتلندية للاستقلال، والتهديد الذي تشكله على وحدة المملكة المتحدة، والتضخم الجامح والجنيه الإسترليني الذي يواجه تحديات".
وبالكلمات نفسها، وصفت القناة التركية المملكة المتحدة بأنها "واحدة من أهم الأسواق في العالم، يحظى اقتصادها وسياستها ودبلوماسيتها وسياساتها الهشة باهتمام كبير للعملاء الماليين والإعلاميين وكذلك القراء على منصاتنا الرقمية ومنصات الإنترنت".
ومن الواضح أن هذه الحرب قد تمتد أكثر وتتواصل تداعياتها في الأيام المقبلة. وعلى الرغم من أن العلاقات التركية البريطانية تضطرب من فترة لأخرى، فإنها لا ترقى للمستوى السياسي بشكل كبير ومكثف، وتنحصر على المستويات الإعلامية. ويأتي التراشق الأخير في وقت حساس لتركيا التي تستعد لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في الصيف المقبل، وصفها أردوغان بأنها تمثل مفترق طرق.