تراجع ثقة الروس بوسائل الإعلام الحكوميّة على خلفيّة غزو أوكرانيا

11 مايو 2022
اهتزّت ثقة العديد من المتابعين بالتلفزيونات الروسيّة (ألكسندر نيمينوف/ فرانس برس)
+ الخط -

منذ بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا، صوّرت القنوات التلفزيونيّة الروسيّة الأمر على أنه عمليّة "تحرير" للأوكرانيّين من "النظام النازيّ" الحاكم في كييف. لكنّ ذلك لم يمرّ من دون أن يهزّ ثقة المشاهدين بصدقية هذه القنوات، ودفع الكثيرين منهم إلى الاعتماد على المواقع الإلكترونيّة وشبكات التواصل الاجتماعيّ كمصادر موثوق بها للمعلومات.  

أظهرت دراسة أجرتها مجموعة "غروب إم" الدوليّة للإعلانات عن الاستهلاك الإعلاميّ في روسيا في شهري مارس/آذار وإبريل/نيسان الماضيين، ونشرت صحيفة كوميرسانت الروسيّة نتائجها، اليوم الأربعاء، أنّ مستوى الثقة بالتلفزيون الروسيّ كمصدرٍ للمعلومات تراجع من 33% في 17 مارس/آذار الماضي إلى 23% فقط بحلول 27 إبريل/نيسان الماضي.

وجاءت صياغة سؤال الاستطلاع على النحو الآتي: "إذا كانت هناك مجموعة من وسائل الإعلام تغطّي الحدث، فبأيّ واحدة تثقون بالدرجة الأولى؟". شارك في الاستطلاع أكثر من 1700 شخص راوحت أعمارهم بين 18 و60 عاماً في المدن الروسيّة التي يزيد عدد سكّانها على 100 ألف نسمة.

تراجعت نسبة من يثقون بالتلفزيون في المدن الصغيرة من 34 إلى 24%، فيما تراجعت النسبة من 27 إلى 21% في موسكو وسانت بطرسبورغ المعروفتين باحتضانهما أعلى نسبة من أصحاب التوجهات الليبراليّة والمعارضة.

ومع ذلك، أظهرت الدراسة أنّ الاهتمام بالقنوات الإخبارية، وفي مقدّمتها قناة "روسيا 24" يظلّ مرتفعاً، بينما تراجعت الثقة بوسائل الإعلام الإلكترونيّة الرسميّة من 26 إلى 23%.

في المقابل، ازدادت ثقة السكان بين الـ 45 والـ 60 عاماً بوسائل الإعلام الإلكترونيّة من 20 إلى 25%. وفي المجمل، ارتفعت نسبة من يثقون بشبكات التواصل الاجتماعيّ والمدوّنات وقنوات "تيليغرام" من 19 إلى 23%.

ومنذ بدء الغزو الروسي في أوكرانيا، الذي تصفه موسكو بـ"العمليّة العسكريّة الخاصة"، في 24 فبراير/ شباط الماضي، بلغ الخطاب الإعلاميّ الرسميّ الروسيّ مرحلةً غير مسبوقةٍ من العسكرة، وصلت إلى عرض خرائط تفاعليّة تظهر قدرة روسيا على إصابة الدول الأوروبيّة بصواريخ نوويّة وإنهاء وجودها. 

في إحدى حلقات برنامجه الدعائي على شاشة التلفزيون الحكوميّ الروسيّ، وصف الإعلامي الموالي للكرملين دميتري كيسيليوف بريطانيا بأنّها "جزيرة صغيرة إلى الحد الذي يمكن فيه إغراقها بصاروخ سارمات واحد".

المساهمون