تدقيق الجمهور للعناوين يزيد جودة الأخبار المتداولة

22 مارس 2021
منصات التواصل الاجتماعي يمكنها تذكير المستخدمين بالتحقق من دقة المعلومات (Getty)
+ الخط -

تحاول منصّات التواصل الاجتماعي إضافة ميزات تدفع المستخدمين إلى التخفيف من تداول الأخبار الكاذبة، وبينها على سبيل المثال، طلب "تويتر" من المغردين قراءة المقالات قبل إعادة مشاركتها، كما تصنيف "فيسبوك" للأخبار الكاذبة، أو إتاحة صفحات رسميّة لتلقّي المعلومات، وبينها تلك المتعلّقة بوباء كورونا. ووجدت دراسة جديدة أن معظم الأشخاص الذين يشاركون قصصاً إخبارية كاذبة عبر الإنترنت يفعلون ذلك عن غير قصد، وأنه يمكن تعديل عاداتهم في المشاركة من خلال حث الناس على تدقيق عناوين الأخبار، ومن ثم زيادة جودة الأخبار التي يشاركونها عبر الإنترنت.

وشارك في تأليف الدراسة باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ويتضمن البحث المنشور في مجلة Nature يوم 17 مارس/آذار الماضي، تجربةً ميدانيةً على موقع "تويتر". وتشير النتائج إلى أن منصات التواصل الاجتماعي يمكنها تذكير المستخدمين بالتحقق من دقة المعلومات لتحسين جودة الأخبار المتداولة عبر الإنترنت.

ولفهم سبب مشاركة الأشخاص معلومات خاطئة على وسائل التواصل الاجتماعي وكيفية الحد من هذا السلوك، أجرى الباحثون عددا من تجارب المسح التي طُلب من الأفراد فيها تقييم دقة الأخبار وما إذا كانوا سيشاركونها. في الدراسة، يقترح المؤلفون أن مشاركة المعلومات الخاطئة قد تكون بسبب عدم الانتباه. وفي التجربة الميدانية التي شملت 5379 مستخدما على تويتر، وجد الفريق أنه عندما يتم إرسال رسالة خاصة للأفراد تطلب منهم تقييم دقة عنوان إخباري واحد، تتحسّن دقة وجودة مصادر الأخبار.

نصف العناوين الكاذبة المُشارَكة حصلت بسبب عدم الانتباه

أجريت تجربة الاستطلاع الأولى على 1015 مشاركاً، من خلال تقييم دقة 36 قصة إخبارية، بناء على العنوان الرئيسي والجملة الأولى والصورة، والإفصاح عما إذا كانوا سيشاركون هذه العناصر على وسائل التواصل الاجتماعي. كان نصف الأخبار صحيحاً ونصفها الآخر كاذبا، كما كان نصفها في صالح الديمقراطيين والنصف الآخر لصالح الجمهوريين.

وتشير الدراسة إلى سبب مشاركة الأشخاص معلومات خاطئة عبر الإنترنت. فمن بين الأشخاص الذين شاركوا مجموعة من القصص الإخبارية الكاذبة المستخدمة في الدراسة، قام حوالي 50 بالمائة بذلك بسبب عدم الانتباه المرتبط بالطريقة المتسرعة في استخدام الأشخاص لوسائل التواصل الاجتماعي، في حين أخطأ 33 بالمائة بشأن دقة الأخبار التي رأوها وشاركوها لأنهم (بشكل غير صحيح) اعتقدوا أنها صحيحة، أما الـ 16 بالمائة المتبقون فشاركوا هذه العناوين المضللة عن علم بذلك.

ويقول الأستاذ المساعد في جامعة "ريجينا" الكندية والمؤلف المشارك في الدراسة، جوردون بينيوك، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن أحد التفسيرات التي تقدمها الدراسة لشرح سبب نشر الأشخاص لمحتوى إخباري كاذب عبر الإنترنت، هو أن "الناس يشاركون المواد الزائفة لتحقيق مكاسب حزبية أو لجذب الانتباه. أما الرأي الثاني فهو أن الناس يشاركون بطريق الخطأ قصصا غير دقيقة بسبب ارتباكهم أو قلة درايتهم. أما الاحتمال الثالث فهو بسبب عدم الانتباه والفشل البسيط في التوقف والتفكير في دقة هذه الأخبار".

وأكدت الغالبية العظمى من المشاركين في التجربة على أن الدقة مهمة جدا عندما يتعلق الأمر بمشاركة الأخبار عبر الإنترنت.

وفي تجربة ثانية أجريت على 1507 مشاركين، فحص الباحثون تأثير تحويل انتباه المستخدمين نحو مفهوم الدقة. قبل تقرير ما إذا كانوا سيشاركون عناوين الأخبار السياسية، طلب من نصف المشاركين تقييم دقة عنوان عشوائي غير سياسي، وبالتالي التأكيد على مفهوم الدقة منذ البداية.

وقال المشاركون الذين لم يؤدوا مهمة تصنيف الدقة الأولية إنهم من المرجح أن يشاركوا حوالي 33 بالمائة من القصص الحقيقية و28 بالمائة من القصص المضللة. لكن أولئك الذين تلقّوا تنبيها بالدقة الأولية قالوا إنهم سيشاركون 34 بالمائة من القصص الحقيقية و22 بالمائة من القصص الكاذبة.

وألقت تجربة متابعة أخيرة أجريت على 710 مشاركين، الضوء على السؤال المزعج حول سبب مشاركة الناس لأخبار كاذبة. وبدلاً من مجرد تقرير ما إذا كانوا يريدون مشاركة عناوين الأخبار أم لا، طلب من المشاركين تقييم دقة كل خبر بشكل صريح أم لا. وبعد القيام بذلك، انخفضت نسبة القصص الكاذبة التي كان المشاركون على استعداد لمشاركتها من حوالي 30 بالمائة إلى 15 بالمائة.

واستنتج الباحثون أن 50 بالمائة من العناوين الكاذبة التي تمت مشاركتها سابقاً قد تمت مشاركتها بسبب عدم الانتباه البسيط إلى الدقة.

دلالات
المساهمون