دراسة تعيد كتابة تاريخ البطيخ المستأنس: من شمال شرق أفريقيا إلى العالم

29 مايو 2021
تصحح الدراسة التي نشرت يوم الاثنين الماضي خطأ عمره 90 عاماً (Getty)
+ الخط -

أعادت دراسة جديدة نشرت في دورية "وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم" Proceedings of the National Academy of Sciences كتابة تاريخ أصل استئناس البطيخ. باستخدام الحمض النووي من النباتات المزروعة في الصوبات الزجاجية التي تمثل مئات الأنواع من البطيخ، اكتشف العلماء أن البطيخ على الأرجح جاء من أسلاف المحاصيل البرية شمال شرق أفريقيا.

تصحح الدراسة التي نشرت يوم الاثنين الماضي خطأ عمره 90 عاماً، وهو أن البطيخ يندرج في نفس فئة البطيخ الذي ينمو جنوب أفريقيا. بدلاً من ذلك، وجد الباحثون في "جامعة واشنطن" أن النوع السوداني ذا اللب الأبيض غير المر، والمعروف باسم بطيخ كردفان، هو أقرب أقرباء البطيخ المستأنس. يتوافق البحث الجيني مع رسومات المقابر المصرية المفسرة حديثاً التي تشير إلى أن البطيخ ربما يكون قد استهلك في وادي النيل كتحلية منذ أكثر من 4000 عام.

في الدراسة، أخذ العلماء المئات من البطيخ المستأنس المتسلسل وراثياً وقارنوا الحمض النووي الخاص بها بأصناف البطيخ البرية المعروفة. من بين العينات البرية، كان لبطيخ كردفان جينات تتطابق بشكل وثيق مع تلك الموجودة في الفاكهة التي نعرفها حالياً. استناداً إلى الحمض النووي، وجد معدو الدراسة أن البطيخ كما نعرفه اليوم كان أقرب وراثياً إلى الأشكال البرية من غرب أفريقيا وشمال شرق أفريقيا.

وفقاً للنتائج، يمكن أن تكون المعلومات الجينية المنشورة في الدراسة الجديدة مفيدة في تطوير محصول بطيخ أكثر مقاومة للأمراض.

وقالت المؤلفة الرئيسية في الدراسة والأستاذة الفخرية في علم الأحياء في "جامعة واشنطن" في سانت لويس، سوزان رينر، إن نتائج الدراسة التي قادتها ذات أهمية كبيرة في الدراسات المستقبلية المتعلقة بالبطيخ، بالإضافة إلى فك رموز ألغاز ماضي هذه الثمرة.

وأضافت رينر، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن البطيخ رغم احتوائه على كمية كبيرة من المياه إلا أنه نما في البداية في ظروف صحراوية، ومن الواضح أن هذا البطيخ البري تكيف مع الظروف القاسية للغاية من حيث قلة الماء وارتفاع درجات الحرارة. ووفقاً للمؤلفة الرئيسية فإن البطيخ البري نبات له قيمة كبيرة عند دراسة تكيف النباتات مع تغير المناخ وقدرتها على تحمل ظروف الجفاف أو الصيف القاسي والحار.

لايف ستايل
التحديثات الحية

كما وجد العلماء أن هناك اختلافات في الجينات المقاومة للأمراض بين بطيخ كردفان وأصناف البطيخ المستأنس. وبالنظر إلى كون الفاكهة في العصر الحديث أكثر عرضة للأمراض والفيروسات والفطريات والآفات الأخرى، فإن هذه المعلومات الجينية يمكن أن تكون أداة إضافية للحد من نقاط الضعف هذه ومعرفة المزيد عن كيفية فقدان هذه الجينات من خلال الاستئناس.

وقالت رينر إن الخطوة التالية لها ولفريقها ستكون استخدام هذه المعلومات لتوليد أصناف جديدة في إطار شراكة بين علماء الوراثة النباتية والقطاع الخاص نظراً للتكلفة العالية لمثل هذه المشروعات. وعن الفرق بين البطيخ البري والبطيخ الجنوب أفريقي، أوضحت الباحثة أن البطيخ الجنوب أفريقي يحتوي على عجينة غير صالحة للأكل ومرة بعض الشيء، ولكنها تستخدم كعلف للحيوانات، كما يمكن غلي قشرتها السميكة مع السكر لعمل المربى.

دلالات
المساهمون