كشفت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين تحولوا إلى نظام غذائي نباتي أو كيتوني أظهروا تغيرات سريعة ومتميزة في جهاز المناعة لديهم.
في الدراسة التي نشرت يوم 30 يناير/ كانون الثاني في مجلة Nature Medicine، راقب الباحثون الاستجابات البيولوجية المختلفة للأشخاص الذين يتناولون وجبات نباتية وكيتو بالتتابع لمدة أسبوعين، بترتيب عشوائي.
ووجدوا أن النظام الغذائي النباتي حفّز استجابات مرتبطة بالمناعة الفطرية التي تعد خط الدفاع الأول للجسم ضد مسببات الأمراض، بينما حفز نظام الكيتو الغذائي استجابات مرتبطة بالمناعة التكيفية، وهي مناعة خاصة بمسببات الأمراض يتم بناؤها من خلال التعرض في الحياة اليومية وتناول اللقاحات.
الصلة بين التغذية و جهاز المناعة
قالت الباحثة المشاركة في الدراسة فيرينا لينك: "لقد أثر كلا النظامين الغذائيين بشكل كبير ومتباين على الميكروبيوم واستقلاب الأحماض الأمينية المرتبطة بالمضيف، مع انخفاض قوي في تنظيم معظم المسارات الميكروبية بعد النظام الغذائي الكيتوني مقارنة بالنظام الأساسي والنظام الغذائي النباتي".
وأوضحت الباحثة، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن التغييرات المميزة التي لوحظت في الدراسة في ما يتعلق بكلا النظامين الغذائيين جرى رصدها عبر تنوع المشاركين، ما يدل على أن التغييرات الغذائية تؤثر باستمرار على مسارات واسعة النطاق ومترابطة في الجسم.
وأشارت إلى أن التغذية تؤثر على جميع العمليات التي تنظم جهاز المناعة البشري، وأن الفهم الأفضل للصلة بين التغذية ومناعة المضيف يوفر فرصة غير مستغلة لتطوير أساليب شخصية قائمة على النظام الغذائي لعلاج مجموعة من الأمراض البشرية، بما في ذلك الالتهابات، والاضطرابات، والسرطان.
علاوة على ذلك، أثبتت الدراسات السابقة العلاقة بين اتباع نظام غذائي نباتي قليل الدسم وانخفاض الالتهاب، وانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وانخفاض إجمالي الوفيات.
وقال المؤلفون إنه بالنظر إلى ما هو معروف بالفعل عن تأثير النظام الغذائي على الصحة وتطور المرض، هناك نقص كبير في البيانات حول كيفية تأثير التدخلات الغذائية على جهاز المناعة البشري. كما اقتصرت الدراسات السابقة في هذا المجال على تتبع الاستجابات لنظام غذائي واحد فقط في كل مرة، لذلك هناك نقص كبير في البيانات يعوق تطوير تدخلات غذائية جيدة.
التمثيل الغذائي
شملت الدراسة 20 شخصاً متنوعين في الأعراق والنوع، ومختلفين في مؤشر كتلة الجسم والعمر.
خلال فترة الدراسة التي استمرت أربعة أسابيع، تناول المشاركون بقدر ما يريدون من نظام غذائي واحد، سواء نباتي أو كيتوني، خلال الأسبوعين الأولين. أما في الأسبوعين الآخرين، فقد تناول المشاركون قدر ما يريدون من النظام الغذائي الآخر.
اختار الأشخاص الذين اتبعوا النظام الغذائي النباتي الذي يتكون من 10% دهون و75% كربوهيدرات تقريباً استهلاك سعرات حرارية أقل مما كانوا عليه عندما كانوا يتبعون النظام الغذائي الكيتوني الذي يتكون من 76% دهون و10% كربوهيدرات.
بعد ذلك، جمع الباحثون عينات من دم وبول وبراز المشاركين لتحليلها، لإظهار استجابات الجسم البيوكيميائية والتمثيل الغذائي والخلوي والمناعي للأنظمة الغذائية.
قام الفريق أيضاً بتحليل الميكروبيوم الخاص بالمشاركين. كما بقي جميع الأشخاص العشرين تحت المتابعة طوال مدة الدراسة للسماح بالتحكم الدقيق في النظام الغذائي للمشاركين.
أظهرت النتائج تأثير النظام الغذائي الكيتوني على مستويات مجموعة واسعة من البروتينات في بلازما الدم، بالإضافة إلى البروتينات الموجودة في مجموعة من الأنسجة الأخرى، بما في ذلك تلك الموجودة في الدماغ ونخاع العظام. أما النظام الغذائي النباتي؛ فعزز المزيد من المسارات المرتبطة بخلايا الدم الحمراء وعلاقتها بارتفاع محتوى الحديد في النظام الغذائي.