بِل ناي: نظام الأعراف مُعقّد في بلدي

13 يناير 2023
بل ناي في "ليفينغ": هذا تمثيل، هذه لعبة (الملف الصحافي)
+ الخط -

 

بعد 8 أعوام على انتهاء الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945)، تجهد لندن في استعادة نفسها من الركام، تدريجياً. السيد ويليامس (بِلْ ناي) موظّف مدنيّ متمرّس، يشعر أنّه عاجزٌ كلّياً عن العمل كما يجب، وأنّه فاشلٌ في هذه المدينة التي يُعاد إعمارها. حياته مملّة ورتيبة. فجأة، يحدث انقلابٌ جذريّ فيها، بعد اكتشاف طبيبه الخاص أنّه مُصابٌ بمرضٍ سرطاني متقدّم، وأنّ الوقت المتبقّي له لن يتجاوز أشهراً قليلة. هذا كافٍ لتغيير جذري في سلوكه ويومياته وكيفية اشتغاله.

هذا مرويّ في Living، فيلمُ (2022) الجنوب أفريقي أوليفر هرْمَنِس (سيناريو الياباني البريطاني كازيو إيشيغورو، استناداً إلى السيناريو الأصلي للياباني أكيرا كوروساوا)، المعروض تجارياً في صالات أوروبية مختلفة، ما يدفع صحفاً ومجلات عدّة إلى لقاء الممثل البريطاني بِل ناي (1949).

يذكر الملصق أنّ ناي يُقدِّم في الفيلم أحد أفضل أداءاته التمثيلية في مهنته، فهل يرى نفسه فعلياً في حالةٍ كهذه، عند تأديته هذه الشخصية؟ يُجيب ناي (MAD، ملحق أسبوعي صادر عن الصحيفة اليومية البلجيكية "لو سوار"، 28 ديسمبر/كانون الأول 2022) أنّه لا يتعامل مع المسائل بهذه الشروط، وأنّه يجد الدور/الشخصية "عملاً مُثيراً للاهتمام والإعجاب، ودوراً عظيماً". يقول إنّه يهتمّ "بهذا النظام من الأعراف والقِيَم، المُعقّد والغريب، الذي يتطوّر في بلدي".

 

 

يتساءل ديديه سْتيرس: "بالنسبة إلى ممثل، هذه مساومة ومنجم ثراء في آنٍ واحد"، فيقول ناي: "من وجهة نظر الممثل والتمثيل، هذا يعني أنّ عليك "التعبير كثيراً" مع "القليل جداً". هذا مهمّ"، مُشيراً إلى اهتمامه بـ"التسويف"، كما الجميع، "لأنّ التسويفَ عاملُ التآكل الأكبر في حيواتنا". إذاً، "كيف دخلتَ في الشخصية؟". يُجيب ناي: "لا أعرف ماذا يعني الدخول في شخصية"، مؤكّداً أنّه غير راغبٍ في التباهي أو الثرثرة، إذْ عليه إعطاء "إجابة لطيفة وودود". ومع أنّه لا يعرف كثيراً ماذا يعني هذا، يقول إنّه قادرٌ على التظاهر، وعلى محاولة تقليد سلوكٍ معين.

ما يفعله في هذا الإطار، واضحٌ وبسيط: "أقرأ السيناريو، وأحفظ نصّي، ثم أقرأه مُجدّداً، أكثر من مرة، كي أمنح انطباعاً بأنّي لم أقلْ هذا أبداً في حياتي. في الواقع، هذا عملي. هذه لعبة. هذا ليس سحراً، لكنّه أيضاً شيءٌ ما. مُبهرةٌ رؤية إلى أي حدٍّ يُمكن إظهار الأشياء كأنّها حقيقية، وقول أشياء كأنّها تصدر منك فعلياً، وكأنّها نابعةٌ من روحك".

المساهمون