بين واقعة التحرش وقرار النيابة... #ادعم_بسنت يتصدّر في مصر

17 ديسمبر 2020
تهديد الضحية بالقتل ولومها على الجريمة (Getty)
+ الخط -

أمرت النيابة المصرية بحبس المتهمين احتياطياً في واقعة التحرش الجماعي بالشابة بسنت في مدينة ميت غمر، الواقعة في محافظة الدقهلية، بعدما لاقت القضية انتشاراً واسعاً في البلاد، إثر حملة إلكترونية تدعم الشابة وتدعو إلى حمايتها بعد تلقيها تهديدات بالقتل ومحاولات للتشهير بها لرفعها بلاغاً ضدّ المعتدين عليها.

وأشارت النيابة إلى رصدها لمنشورات تنال من المجنيّ عليها، وتتضمن تهديداً لها، وأخرى تتناول تفصيلات غير دقيقة عن الواقعة، مؤكدة اتخاذها ما يلزم من إجراءات في هذا الشأن.  

وبدأت القضية قبل يومين عندما نشرت بسنت تغريدة قالت فيها: "أنا بطلب من أي حد عنده رأفة أو إنسانية يساعدني، أنا تعرضت لتحرش جماعي، ولما فكرت أعمل بلاغ هددوني بالقتل والحرق بمايه النار، دلوقتي خدوا صوري الشخصية على أكاونت انستجرام اللي بالمناسبة برايڤت، وقدموا بيها بلاغ وهتحبس، أنا ضحية، ليه اتحبس". وأرفقت تغريدتها بوسم ‎#ادعم_بسنت".

وأكد مغردون وناشطون رفضهم للوم الضحية في قضايا التحرش والاغتصاب وانتهاك أجساد النساء، مطالبين بتأمين الحماية والعدالة لبسنت وغيرها من الشابات المصريات اللواتي يتعرضنَ بشكل شبه يومي للانتهاك. وانتشرت حملة إلكترونية تشرح معنى لوم الضحية وكيفية الوقوف إلى جانبها، وتؤكّد أنّ من يقف مع المجرم هو أيضاً مجرم. وأكدوا أنّ صور النساء وملابسهنّ ليست دعوة إلى الجنس ولا موافقة عليه.

وأنشأ مدافعون عن المتحرشين صفحة على "فيسبوك" تتهم بسنت بأنها "تضيع شباب ميت غمر". وخرج محامي المتهمين في فيديو مباشر على "فيسبوك" للتشهير بالفتاة ونشر صورها ولومها على ما تعرضت له. كذلك طلب من متابعيه، قائلاً: "أي حد معاه فيديو مخل للبنت بسنت يبعته خاص بعد إذنكم بدون شتيمة على الفيديو". وهو ما قوبل بهجوم واسع ومطالبات بمحاسبتهم.

ويستمر وسم #ادعم_بسنت بتصدّر مواقع التواصل الاجتماعي في مصر منذ يومين، إن عبر "فيسبوك" أو "تويتر" أو "إنستغرام"، إذ يحاول ناشطون الوقوف مع بسنت حتى لا تصبح متّهمة هي الأخرى في قضيّة الاعتداء عليها، نظراً إلى ما حصل سابقاً في قضايا نساء تجرّأن على ملاحقة منتهكي أجسادهنّ في القضاء، فباتوا هنّ في السجن.

وكتبت مي الشامي: ‏"ديه تصرفات بلطجية مش محامين أبدا ‎#ادعم_بسنت". وعلقت كيتي: ‏"محامي المتحرشين طالع بيهدد بسنت بصورها، وبيكلمها بطريقة إللي هو هاحبسك بصورك، بقت الصور الشخصية الخاصة بالناس تهديد، لما تقول عندي صور وفيديو مش عند حد، يبقى انت كده منتهك خصوصيتها، وانت اللي لازم تتحاكم كده معاهم بتهمة التهديد وانتهاك خصوصيتها ‎#ادعم_بسنت". 

وشاركت سوسن بشير: "‏محامي يسلك سلوكاً غير قانوني، بعد أن سلك سلوكاً غير أخلاقي". وعن رد فعل أهل المنطقة كتبت نرمين: "‏المدينة الصغيرة كلها بستاتها ورجالها، تعليقاتهم على فيسبوك يدل إن مافيش فيهم حد رشيد واحد فاهم فداحة الجريمة". وكتب محمود سليمان: ‏"فى الخرابة، المحامين اللي بيدافعوا عن حقوق الناس في السجن، وزبالة البشر اللي بيدافعوا عن مجرمين غاية في الخطورة عايشين حياتهم، وبيرتكبوا أي وساخة تخطر في بالهم، بدون خوف من الملاحقة". 

وغردت مها عوض: ‏"هاني عبادة محامي المتحرشين، قفل صفحته على فيسبوك، بعد ذكره في بيان النيابة العامة، إنه من ضمن اللي بيهددوا بسنت، جبان ومجرم ‎#شطب_هاني_عبادة_من_النقابة #هاني_عبادة_مجرم #ادعم_بسنت".
 
‏ونالت جريدة "المساء" المصرية، استهجاناً وهجوماً بسبب نشر صورة مثيرة لبسنت، وبحجم أكبر من صور المتحرشين مجتمعة، وثانياً بسبب صياغة المانشيت، حيث جاء فيه: "هروب بالأمر لبسنت ميت غمر، تركت المنطقة بعد تحرش الشباب بها، في الشارع بسبب صورها الخارجة". 

‏وكتب عمر: "‏إحنا ميتين، مدفونين تحت التراب، هاتحارب في ناحية إن جريمة زي دي ملهاش مبرر، هاتروح تحارب في اللي بيدافع عن مستقبل الشباب، بعدين هاتروح للصحافة، بعدين هاتضطر تسيب كل ده وتجري ورا القضية، لما شعب يختلف على جريمة زي دي ويستغلها الاستغلال ده، يبقى احنا ميتين، ومدفونين". 

المساهمون