بهاء سلطان و"سيجارة" مع نصر محروس

27 يناير 2022
نجح عزيزي الشافعي في إعادة سلطان إلى اللون الشعبي/الرومنسي الذي اشتهر فيه (فيسبوك)
+ الخط -

بعد رحلة طويلة، امتدّت فصولها بين المحاكم وبرامج التلفزيون والصحافة، عُقدت جلسة صلح منتظرة، بين المنتج المصري نصر محروس والفنان بهاء سلطان، لتنتهي بذلك واحدة من أطول رحلات الاحتكار الفني، ويعلن سلطان عن صدور ألبومه الجديد، "سيجارة"، مع شركة "فري ميوزيك".

حتى الآن، صدرت سبع أغانٍ جديدة من الألبوم هي "تعالى أدلعك" (كلمات وألحان عزيز الشافعي)، و"عاملين الصح" (كلمات نصر محروس، وألحان محمد يحيى)، و"ليالي طويلة" (كلمات نصر محروس وألحان عزيز الشافعي)، و"ده حب ولا" (كلمات نصر محروس وألحان عزيز الشافعي)، و"أنا غلطان" (كلمات وألحان عزيز الشافعي)، و"مالك" (كلمات نصر محروس وألحان حسين محمود)، و"يومين حلوين" (كلمات نصر محروس وألحان حسين محمود).

تتشابه الأغاني من نواحٍ كثيرة، فتدور في أغلبها في فلك الصلح بين سلطان ومحروس. ولعلّ المثال الفاقع على "ثيمة" الألبوم هذه، هو فيديو كليب أغنية "تعالى أدلعك". الشريط المصوّر فكرة وإخراج نصر محروس، وقد جاءت كل مشاهده لتبدو تتمة لمسلسل الظلم بحق بهاء سلطان. فنتابع الفنان المصري وهو يدخل بيت محروس، الجالس كزعيم منتصر، ثم يبدأ الغناء، متوجهاً إلى المنتج الشهير، مردداً عبارات من نوع "ده إنت فوق دماغي وحقك عليا، طوّل خصامنا زلزلني"، ثمّ "تلاتة بالعظيم مقامك عظيم، خلافنا واختلافنا موضوع قديم"، وسط ابتسامات غير مفهومة من محروس وسلطان، ومعهما عزيز الشافعي الذي يشارك في الكليب.

بدت الأغنية والفيديو الخاص بها، كاعتراف بتحمّل سلطان وحده مسؤولية الخلاف الطويل الذي أضاع سنوات من عمره الفني، ليختفي عن الساحة وهو في قمة تألقه ونجاحه قبل ثماني سنوات.
ما الذي حصل وقتها؟ يمكن اختصار القصة بسطرين: الأزمة كلها فجرها ألبوم "سيجارة" عام 2014، الذي كان يفترض أن يكون آخر ألبوم يصدره محروس لسلطان، وينتهي العقد بينهما. لكن المنتج المصري رفض ذلك، وامتنع عن إصدار العمل إلا بعد توقيع سلطان عقداً جديداً يتيح لمحروس احتكار أعماله مدى الحياة. هذه رواية الفنان المصري. أما رواية محروس، فتقول إن الألبوم لم يسجّل أصلاً، ولفك العقد يجب على سلطان دفع بندء جزائي قيمته 2.5 مليون دولار. انتهى كل ما سبق بجلسة صلح مضحكة، قامت برعايتها الإعلامية والممثلة إسعاد يونس.

فنياً، نجح عزيز الشافعي في إعادة سلطان إلى اللون الشعبي/الرومنسي الذي اشتهر فيه. ورغم الطابع العاطفي لكل الأغاني السبع، فإن الإسقاط واضح بشكل لا يحتمل الشك، على علاقة سلطان بمحروس، وهو ما جعل تعامل الجمهور مع الأغاني حذر.

حتى الساعة لاقت أغلب الأغاني نجاحاً متوقعاً في ظل حماسة الجمهور لعودة صاحب "قوم أقف وإنت بتكلمني". لكن بعد فك ارتباطه الإنتاجي بمحروس، هل سيكمل الفنان المصري طريق النجاح، وهل يكفي اعتماده على صوته المميز والفريد على الساحة العربية؟ أمّ ان خياراته المقبلة سيتحمله إلى نجاح إضافي؟ وهل سيخطو على خطى شيرين عبد الوهاب وتامر حسني اللذين نجوا من احتكار نصر محروس، وسارا على طريق النجاح لوحدهما؟

سينما ودراما
التحديثات الحية

يمتلك سلطان مقومات النجاح، من الصوت الجميل والمتقن، إلى قدرته على التنقل بسلاسة وبلا مجهود بين كل الأشكال الغنائية بنفس الجودة، وهو ما جعل نجاحه مختلفاً عن نجاح زملائه في الحقبة نفسها. لكن حال الساحة الغنائية تغير منذ آخر مرة غنّى فيها بهاء سلطان، أي عام 2014. فلا الموسيقى السائدة لا تزال هي نفسها، ولا وسائل نشر الأعمال هي نفسها، ولا حتى التوزيعات الموسيقية هي هي.

أمام سلطان طريق طويل، وضع خطواته الأولى بألبوم "سيجارة"، لكن الأكيد أن الغناء أمام محروس وله، لن يكون كافياً لاستمراره على الساحة، في ظل منافسة لم يعرفها الغناء المصري منذ فترة طويلة، مع سيطرة مغنّي المهرجانات على الجمهور والمنصات والإعلانات، وكل ما يدور في فلك الإنتاج الموسيقي المصري.

المساهمون