في خطوة قد تكون لها تداعيات على متاحف أوروبية أخرى، تعرض قطع أثرية منهوبة منذ زمن الاستعمار لمرة أخيرة قبل إعادتها إلى بنين، في قرار وصفته سلطات الدولة الواقعة غرب أفريقيا "بالتاريخي".
وسلمت فرنسا حتى الآن قطعة واحدة فقط، هي سيف، لمتحف الجيش في السنغال. إضافة إلى 26 قطعة ستسلم إلى بنين، وهي مجرد حفنة صغيرة من أكثر من 90 ألف قطعة أثرية من منطقة صحراء أفريقيا الكبرى تعرض في المتاحف الفرنسية.
وكان الجيش الفرنسي قد نهب تماثيل خشبية وعروشاً ملكية ومذابح مقدسة قبل 129 عاماً. وسيحظى الفرنسيون بلمحة أخيرة من المجموعة التي تعرف باسم "كنوز أبومي" في "متحف برانلي - جاك شيراك"، من الثلاثاء حتى الأحد.
ووصف مدير "متحف تاريخ أويداه" في بنين حيث ستعرض القطع الأثرية لأول مرة، كاليكست بياه، القرار بـ"التاريخي". وأضاف لوكالة "أسوشييتد برس": "مر أكثر من قرن منذ نقلت من سياقها التاريخي. وعندما تنظر إلى جودة كل من هذه القطع معاً، تدرك أنهم كانوا فنانين عظماء".
تقيم بنين متحفاً جديداً في أبومي، بتمويل جزئي من الحكومة الفرنسية، وسيضم القطع الأثرية في نهاية مطافها.
كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أشار إلى أن فرنسا تحتاج الآن إلى تصحيح أخطاء الماضي، في خطاب تاريخي عام 2017، قال فيه إنه لم يعد يقبل "أن يكون جزء كبير من التراث الثقافي للعديد من الدول الأفريقية في فرنسا"، ووضع خريطة طريق لإعادة الكنوز التي نهبت خلال حقبة الإمبراطورية والاستعمار.
وقال بياه "نرى 26 قطعة أثرية. هناك قطع أخرى، أليس كذلك؟ لذا لا أقول إننا نختم عملية. أقول إننا نبدأها"، مضيفاً "أعتقد أنه سيكون من الجيد أن تحذو دول أخرى تضم قطعاً أثرية أفريقية حذو فرنسا".
(أسوشييتد برس)