- منظمات حقوقية ودراسة من "ميتا" نفسها أشارت إلى انحياز المنصات ضد الفلسطينيين، مما يعيق الرواية الفلسطينية ويؤثر على حقوق الإنسان للمستخدمين الناطقين بالعربية.
- "تيك توك" قدم منظورًا أكثر توازنًا للوضع في غزة، لكن الكونغرس الأميركي يسعى لحظره تحت ضغوط اللوبي الصهيوني، مما يعكس التحديات أمام حرية التعبير والوصول للمعلومات.
انتقد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ما اعتبره مسؤولية مواقع التواصل الاجتماعي تجاه التأثير سلباً على السردية الإسرائيلية التي بنى عليها الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، وذلك بالرغم من انحياز خوارزميات مواقع التواصل للاحتلال، وبالتزامن مع جهود أميركية على أعلى مستوى لحظر "تيك توك" في الولايات المتحدة.
وجاءت انتقادات بلينكن في منتدى سيدونا 2024، الذي ينظمه معهد ماكين في سيدونا بولاية أريزونا، بين الوزير بلينكن والسيناتور الأميركي ميت رومني، حيث سأل النائب الجمهوري كبير الدبلوماسيين عن سبب ما ادعى أنه "فظاعة العلاقات العامة" ضد إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، متسائلاً: "لماذا اختفت حماس من حيث التصور العام؟"، مضيفاً: "هناك عرض على الطاولة لوقف إطلاق النار، ومع ذلك فإن العالم يصرخ بشأن إسرائيل"، بحسب ادعاءاته.
ورد بلينكن بأن جزءاً من سبب هذه الديناميكية هو البيئة الإعلامية المتغيرة، حيث لم يعد الناس يقرؤون جميعاً من نفس مصادر الأخبار التي اعتبرها "موثوقة"، وبدلاً من ذلك، يتعرفون على الأحداث الجارية من خلال قنوات التواصل الاجتماعي، التي وصفها بالفوضوية. ويشير هنا عند الحديث عن الصحافة "الموثوقة" إلى الإعلام الأميركي الذي أظهر انحيازاً ضد الغزيين منذ أول لحظات العدوان، نازعاً الإنسانية من الفلسطينيين ومبرّراً العدوان ضدهم.
وأضاف بلينكن: "وبالطبع فإن الطريقة التي جرى بها ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي هيمنت على السرد. لديك بيئة وسائل التواصل الاجتماعي، بيئة يضيع فيها السياق والتاريخ والحقائق وتهيمن العاطفة وتأثير الصور. لا يمكننا استبعاد ذلك، لكنني أعتقد أن له أيضاً تأثيراً صعباً للغاية على السردية". وطبعاً اغتنم رومني الفرصة واصفاً كلام بلينكن بأن السبب وراء "وجود مثل هذا الدعم الساحق لنا لاحتمال إغلاق تيك توك".
السردية الإسرائيلية في مواقع التواصل
التأثير سلباً على السردية الإسرائيلية هي أبعد ما يمكن أن تُتّهم به مواقع التواصل الاجتماعي، التي أكدت تقارير كثيرة انحياز خوارزميتها لإسرائيل حتى وهي تشن عدواناً خلّف عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة ودماراً هائلاً، ورغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار فوراً، ومثول إسرائيل للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية".
واتهمت منظمات عدة، بينها "هيومن رايتس ووتش"، شركة ميتا بأنها تعمل على إسكات الأصوات المؤيدة للفلسطينيين على منصتيها "فيسبوك" و"إنستغرام". حتى مجلس الرقابة في "ميتا" انتقد الشركة لإزالتها منشورات تظهر المعاناة الإنسانية في غزة. وكشفت دراسة أجريت عام 2021، بتكليف من "ميتا" نفسها، أن نهجها كان له "تأثير سلبي على حقوق الإنسان" بالنسبة للفلسطينيين والمستخدمين الناطقين بالعربية.
أما "تيك توك"، الذي ظلّ بمثابة نافذة للمجتمعات الغربية على ما يحدث للغزيين بسبب قيوده الأخف على المحتوى الفلسطيني بالمقارنة مع المنصات الأميركية، فقد اعتمد الكونغرس الأميركي قانوناً يطالبه بقطع علاقاته مع شركته الأم بايتدانس الصينية، أو مواجهة حظره في الولايات المتحدة. وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن على الفور أنه سيوقع النص الذي أقره الكونغرس.
وساعدت الضغوط التي مارسها اللوبي الصهيوني في أميركا على تسريع خطوات إقرار قانون حظر "تيك توك"، إذ تسرّب تسجيل لرئيس رابطة مكافحة التشهير الصهيونية جوناثان غرينبلات، يقول فيه: "لدينا حقاً مشكلة تيك توك". وأحد المانحين الرئيسيين لعضو الكونغرس الجمهوري الذي قدّم مشروع قانون حظر "تيك توك" مايك غالاغر يمثّل لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (إيباك)، أبرز جماعة ضغط صهيونية في الولايات المتحدة الأميركية.